جدد وزير النفط والثروة المعدنية في السعودية علي النعيمي تأكيد ان بلاده والدول الاخرى الاعضاء في منظمة "اوبك" يمكن ان تزيد انتاجها لتعويض الاسواق عن توقف امدادات النفط العراقية. وقال النعيمي ل"وكالة الانباء السعودية": "ان المملكة تجري مشاورات مع دول اوبك ووكالة الطاقة الدولية ممثلة الدول المستهلكة لدرس وضع السوق النفطية". وكانت أسعار النفط انخفضت 10 في المئة، منها نحو 5 في المئة بعد وقف الامدادات العراقية، من 33.40 دولار لبرميل خام القياس "برنت" في بداية الاسبوع الى 30.15 دولار للبرميل مساء الجمعة راجع ص11. وقال مسؤول نفطي ل"الحياة" عن سبب انخفاض الاسعار "إن السوق النفطية اعتبرت القرار العراقي مرحلياً وان السعودية قادرة على تعويض كميات نفط قد تحتاجها الاسواق بعد فقدان 2.3 مليون برميل يومياً كانت بغداد تضخها الى السوق الدولية عبر المرفأين المعتمدين لتصدير النفط العراقي جيهان التركي والبكر العراقي حتى صباح الجمعة". وتستطيع السعودية تأمين نحو 1.8 مليون برميل يومياً، من الطاقة الفائضة لديها، في مهلة 90 يوماً. ويمكن الاعتماد على طاقة اضافية بسيطة، لا يزيد حجمها على 700 ألف برميل يومياً، تستطيع الكويت والامارات تأمين معظمها. وقال الوزير النعيمي: "في حال التأكد من انقطاع الامدادات ستتبلور المشاورات مع دول اوبك في موقف عملي واضح يضمن استقرار السوق وسد أي خلل فيها". وأضاف: "ان مسؤوليتنا كدولة منتجة ليس خفض الانتاج عندما يستدعي الأمر فحسب، إنما رفعه أيضاً عندما يكون الغرض استقرار السوق". وذكر النعيمي "ان الطاقة الانتاجية الفائضة لدول اوبك تصل الى 5،2 مليون برميل يومياً ولا يقل نصيب المملكة فيها عن 70 في المئة وهو امر كفيل بضمان استقرار السوق وعدم وجود أي نقص في الامدادات". وكان وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح أعلن مساء الجمعة ان بلاده تتشاور مع الدول الأخرى الأعضاء في "اوبك" بعد قرار العراق وقف صادراته. وحسب مسؤولين في شركات نفط دولية "يمكن للأسعار ان تعاود الارتفاع اذا استمر انقطاع الامدادات العراقية فترة طويلة تتجاوز الشهر ما يحرم الاسواق من نحو 70 مليون برميل نفط، خصوصاً إذا حل الشتاء قارساً في الدول الصناعية المستهلكة للخام". وتملك الولاياتالمتحدة حالياً احتياطاً استراتيجياً يتجاوز 535 مليون برميل نفط كما ان لدى وكالة الطاقة مخزوناً ضخماً أيضاً يمكن اللجؤ اليه حين تستدعي الحاجة. وكان الرئيس بيل كلينتون سمح في 22 أيلول سبتمبر الماضي باستخدام 30 مليون برميل نفط من المخزون الاستراتيجي لدفع الاسعار الى التراجع. وشدد المسؤول النفطي الذي تحدث الى "الحياة" على "ان الأسواق لا تزال مشبعة بالنفط وغياب النفط العراقي لن يسبب أزمة أسعار كبرى".