أكمل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تشكيل حكومة يمينية متطرفة امس بعدما فاجأ وزير خارجيته في الحكومة المنتهية ولايتها منافسه على زعامة حزب ليكود، بنيامين نتانياهو بسحب حقيبة الخارجية منه وعرضها على وزير المال في الحكومة المنتهية سيلفان شالوم الذي قبلها على الفور. واعلن مساء امس ان نتانياهو قبل بشروط منصب وزير المال، في وقت شدد شارون على "الدور المحوري" للمنصب "في ظل الظروف الراهنة"، في اشارة الى الازمة الاقتصادية الحادة التي تمر فيها اسرائيل حالياً. راجع ص 5. وفي تطور لافت بثت المحطة العامة للتلفزيون الاسرائيلي مساء امس ان شارون سيلتقي الرئيس حسني مبارك الاسبوع المقبل في شرم الشيخ من دون ان تحدد موعد اللقاء. وأبلغ شارون رئيس الدولة العبرية موشيه كتساف رسمياً ارجاء عرض تشكيلته الحكومية الجديدة امام الكنيست الى الاثنين المقبل بدل اليوم الخميس وذلك في ظل الخلافات الداخلية التي عصفت بحزب ليكود الذي يتزعمه بسبب النزاع بين اعضائه على المقاعد الوزارية. وكان شارون توصل في ساعات الفجر الأولى الى اتفاق ائتلافي يضم، بالإضافة الى حزبه "ليكود"، أحزاب "شينوي" والوطني الديني "مفدال" وهو حزب المستوطنين، و"الاتحاد القومي" صاحب فكرة ترحيل الفلسطينيين قسراً من ديارهم. وتحظى الحكومة الجديدة بغالبية 69 مقعداً في الكنيست الاسرائيلية المؤلفة من 120 مقعداً. وأثارت ألوان الطيف اليميني للحكومة الاسرائيلية الجديدة في ما يبدو قلقاً لدى الادارة الاميركية عكس نفسه في المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس جورج بوش وشارون امس والتي شدد فيها بوش، بعد تهنئته الأخير بعيد ميلاده الخامس والسبعين، على ضرورة التقدم في المسيرة السلمية، بينما "طمأنه" شارون الى التزامه خطابه الشهير في حزيران يونيو الماضي وخريطة الطريق "طالما عكست التزاماً حرفياً بهذا الخطاب". وكشفت مصادر اسرائيلية امس ان شارون يعكف على وضع خطة "بديلة" ل"خريطة الطريق" التي وضعتها لجنة الوسطاء الدوليين الرباعية وانه يأمل بأن تحظى بتأييد اميركي قبل عرضها على اعضاء حكومته الجديدة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان خطة شارون تستند، بالاضافة الى المئة تعديل وتحفظ التي اعلن عنها في وقت سابق، الى ابطال او تهميش دور الاتحاد الاوروبي فيها. واضافت ان شارون يريد نسف دور "جهاز المراقبة" الذي اقترحت اللجنة الرباعية تشكيله برئاسة الولاياتالمتحدة لمراقبة الاوضاع الانسانية وشؤون الاصلاح الداخلية الفلسطينية والشؤون الامنية والتوسع الاستيطاني اليهودي.