فيما أعرب الرئيس ياسر عرفات عن قلقه من تكاثر غلاة الصقور في الحكومة الاسرائيلية الجديدة بدت اسرائيل امس متجهة الى تبني سياسات اقصى اليمين المتطرف من خلال سعي رئيس الوزراء ارييل شارون الى ضم حزب "الاتحاد الوطني - اسرائيل بيتنا" الى حكومة اقلية بعد خروج وزراء حزب العمل من حكومة "الوحدة الوطنية" اول من امس. وترافقت التطورات السياسية مع وقوع انفجار في منزل احد ناشطي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في مدينة غزة ادى الى مقتل ثلاثة من عناصر الجناح العسكري للحركة "كتائب عز الدين القسام". واعلنت "حماس" ان الانفجار الذي جرح فيه ايضاً ستة آخرون نجم عن "خلل فني". وقال عبدالعزيز الرنتيسي القيادي البارز في "حماس" ان "الانفجار الذي حدث وأدى الى استشهاد ثلاثة اخوة ناتج من خلل فني اثناء قيام الاخوة المجاهدين بعملهم"، موضحاً انه "عمل ليس مدبراً من جهات خارجية". راجع ص 4 و 5. وشرع شارون، الذي فقدت حكومته غالبيتها في البرلمان الاسرائيلي الكنيست ولم تعد تحظى الا بدعم 55 نائباً بعد انسحاب حزب العمل منها، في اجراء سلسلة من المشاورات والاتصالات لتشكيل حكومة ضيقة تستند الى الاحزاب اليمينية المتطرفة وتضم رئيس الاركان السابق المتشدد الجنرال شاؤول موفاز الذي وافق على عرض شارون منصب وزير الدفاع عليه خلفاً لزعيم حزب العمل المستقيل بنيامين بن اليعيزر. ويركز شارون اتصالاته على حزب "الاتحاد الوطني-اسرائيل بيتنا" سبعة نواب بزعامة اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي يبدو ان منصب وزير الخارجية سيعرض عليه ليوافق على الانضمام الى الحكومة لتضمن لها غالبية من 62 صوتاً في البرلمان. وكان شارون ابلغ الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف مساء الاربعاء انه يفضل محاولة تشكيل حكومة ضيقة بهدف المصادقة على موازنة الدولة في القراءتين الثانية والثالثة لتمريرها نهائياً. ورأى مراقبون ان شارون يريد ان يخوض الانتخابات الداخلية في حزب "ليكود" الذي يتزعمه من موقع "المنتصر والقوي" للتغلب على منافسه بنيامين نتانياهو من خلال تمرير الموازنة اولاً. ولم تحسم بعد مسألة تعيين ليبرمان في منصب وزير الخارجية، ويتردد اسم رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت ليكود لهذا المنصب. ويسابق شارون الزمن في محاربته على جبهة ثانية هي احتمال حجب الثقة عن حكومته الاثنين المقبل بطلب من احزاب المعارضة في الكنيست. وفيما يرفض حزب "شينوي" اليميني العلماني ستة مقاعد الانضمام الى حكومة تضم حزبي "شاس" و"يهودات هتوراة" المتدينين، يراهن شارون على ان يوفر هذا الحزب "شبكة أمان" لحكومته في عملية التصويت على حجب الثقة من الخارج. وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقابلة بثتها مساء امس الشبكة الثانية الخاصة للتلفزيون الاسرائيلي ونشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار مقتطفات منها، ان "تعيين موفاز وزيراً للدفاع يمكن ان يكون له تأثير على المنطقة بأكملها". وتساءل: "ماذا نستطيع نحن الفلسطينيين ان ننتظر من حكومة يرأسها شارون مع موفاز الى يمينه ورئيس الاركان موشيه يعالون الى يساره؟".