ابتعدت الفنانة سعاد نصر لفترة عن الدراما التلفزيونية وكان آخر ادوارها شخصية "عنابة" في مسلسل "جحا المصري" الذي عرض في شهر رمضان الماضي. وسعاد بدأت حياتها الفنية قبل نحو 32 عاماً فور التحاقها بمعهد الفنون المسرحية فشاركت في مسرحيتي "يس ولدي" إخراج كرم مطاوع و"عائلة ضبش" إخراج سمير العصفوري. وبعد تخرجها في العام 1975 توالت اعمالها التي تنوعت بين المسرح والسينما والتلفزيون. هنا حوار معها: لماذا ابتعدت عن الدراما التلفزيونية في الفترة الماضية؟ - لم ابتعد بإرادتي، ولكنني لم أجد أدواراً تناسبني أو ترضي موهبتي الفنية، لا سيما بعد آخر أعمالي مع محمد صبحي والمخرج أحمد بدر الدين في مسلسل "يوميات ونيس"، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً ونقدياً. هل كان ذلك وراء عملك أخيراً في مجال الإعلانات؟ - ليس هذا بالضبط، وإنما الفكرة اعجبتني وأعتقد أن طريقة تقديم الإعلان أضافت إلي جديداً، كثيرون قالوا لي ذلك، كما أن كثيراً من النجوم سبقوني في تقديم الإعلانات: عمر الشريف، يسرا، عمرو دياب، وغيرهم.و أنا أعتبر أن الإعلان الجيد أفضل من المشاركة في أدوار رديئة. ما الذي جذبك في شخصية "عنابة" في مسلسل جحا المصري؟ - عنابة امرأة عصبية متوترة طوال الوقت، تحب زوجها وتكره تصرفاته، شخصية غير نمطية لم يسبق أن قدمتها من قبل، كما جذبني إليها حب العمل مع الفنان يحيى الفخراني والمخرج مجدي أبو عميرة. قدمت أعمالاً متعددة في المسرح والتلفزيون والسينما، ما أهم المحطات في حياتك الفنية؟ - بالنسبة إلى المسرح من دون شك هناك مسرحية "فوت علينا بكرا" من نوعية الفصل الواحد وتندرج تحت اسم الكوميديا السوداء النابعة من المأساة من تأليف محمد سلماوي وإخراج سعد أردش، وجسدت طوال أحداث العرض شخصية رجل يدعى عبدالسلام أفندي، وهو موظف حكومي فاسد. وللمرة الأولى في تاريخ المسرح تقبل سيدة تجسيد شخصية رجل، وحقق العرض نجاحاً جماهيرياً ونقدياً اعتز به، كما قدمت أعمالاً ترضيني مثل مسرحية "المتزوجون" مع جورج سيدهم وسمير غانم، قبل اعتذاري عن عدم استمرار المشاركة فيها و"الهمجي" و"عائلة ونيس" مع محمد صبحي. أما بالنسبة إلى التلفزيون فهناك مسلسل "رحلة المليون" الذي اعتبره نقلة مهمة جداً في حياتي وكذلك "يوميات ونيس". أيضاً هناك "السمان والخريف" و"الإنسان والمجهول" و"جحا المصري" وغيرها. وبالنسبة إلى السينما هناك بعض الأفلام الجيدة على رغم أنني لم أقدم للسينما كل ما يرضي موهبتي، لكن هناك "بيت القاضي" و"هنا القاهرة" و"حواء 2000" و"خريف آدم" مع محمد القليوبي. لماذا انحصرت أدوارك في القالب الكوميدي؟ - أشعر بأن في داخلي فنانة شاملة لم تكتشف بعد، وهذا ليس تقصيراً من جانبي، بقدر ما هو استسهال من المخرجين الذين لم يشاهدوا فيّ إلا أداء الأنماط الكوميدية، ولكن على رغم تشابه الشخصيات من بعيد كما يعتقد البعض إلا أن مفردات كل شخصية قدمتها تختلف عن الأخرى، فأنا لا أكرر نفسي والفترة المقبلة ستشهد اتجاهي إلى أدوار "الميلودراما". ولعل دوري في فيلم "خريف آدم" شاهد على ذلك. جسدت في فيلم "خريف آدم" شخصية جديدة، ماذا تقولين عنها؟ - أنا في غاية الشوق لعرض هذا الفيلم تجارياً للجمهور بعد أن انتهيت من تصويره قبل عامين، الفيلم يجمعني مع الفنانين هشام عبدالحميد وحسن حسني ومن إخراج محمد القليوبي وأجسد من خلاله شخصية ميلودرامية لأم تدعى سكينة، ابنها الوحيد مطلوب للثأر منذ لحظة ميلاده وأنا أعتبر هذا الدور نقطة تحول في مشواري الفني. هل ترفضين العمل في أفلام جيل الشباب؟ - غير صحيح، أنا سعيدة بما قدمه نجوم جيل الشباب محمد هنيدي، هاني رمزي، أشرف عبدالباقي، كريم عبدالعزيز، أحمد السقا، ومن قبلهم الراحل الجميل علاء ولي الدين من أعمال كوميدية نظيفة بعيدة عن الابتذال، وسبق وقدمت دور أم هاني رمزي في فيلم "جواز بقرار جمهوري" إخراج خالد يوسف، وعلى رغم صغر مساحة الدور إلا أنني لم أتوقف عنده. ما أبحث عنه هو مضمون العمل ككل وقدرتي من خلال الشخصية التي أجسدها على الوصول الى قلب المشاهد وعقله. هل تتذكرين مواقف طريفة صادفتك خلال مشوارك الفني؟ - هناك أكثر من موقف طريف أهمها أنني نلت "علقة" ساخنة من الفنان محمد صبحي أثناء تصوير مشهد في مسلسل "رحلة المليون". كنت أجسد شخصية دلال زوجة سنبل التي أنفقت مبلغ ألف جنيه حصلت عليها خلسة من الكنبة التي يخبئ فيها الفلوس وكان السيناريو يشير إلى أن سنبل فور اكتشافه ما حدث يقوم بالزعيق وتوبيخي ولكن ما إن دارت الكاميرا حتى فوجئت بصبحي يندمج في الشخصية وينفعل بحدة وينهال علي بالضرب المبرح فصرخت ولكن المخرج أحمد بدر الدين استمر في التصوير فدافعت عن نفسي بِعضّ محمد صبحي في ذراعه. كونت مع محمد صبحي ثنائياً فنياً في الكثير من الأعمال، لماذا ابتعدت عنه في الفترة الأخيرة؟ - أنا لم أبتعد، كما لا استطيع أن ارفض عملاً مع استاذي محمد صبحي الذي تعلمت منه الكثير منذ أن كنت طالبة في المعهد، ولكن الحقيقة أنني لم أتلق ترشيحاً للمشاركة في مسلسله الأخير "فارس بلا جواد" أو مسرحيات "كارمن" و"سكة السلامة" وغيرها وأنا أثق في حسن اختيار صبحي للممثل المناسب لكل شخصية. يقال إن صبحي ديكتاتور في عمله.. ما مدى صحة هذا الكلام؟ - لا.. إنما هو فنان يحب عمله كثيراً ويحرص على أن يخرج العمل في أحسن صورة، أذكر أننا في تدريبات المسرح نعمل يوم الجمعة وعندما نعترض لكونه يوم الاجازة الرسمية في البلد، يكون رده ان الفنان كائن مبدع وليس موظفاً، لذلك يجب أن تتواصل التدريبات يومياً ليؤدي كل فنان دوره كما يجب قبل افتتاح العرض. برأيك مَنْ مِن ممثلات الجيل الحالي تصنف كوميدية؟ - نشوى مصطفى تجبرني على الضحك من القلب حتى لو لم تتكلم وأيضاً مها أحمد وعائشة الكيلاني وقبل هؤلاء جميعاً الموهوبة بخفة ظل أبناء البلد عبلة كامل التي أحبها كثيراً وأتمنى لها التوفيق في تجربة فيلم "كلم ماما" أول بطولة مطلقة لفنانات هذا الجيل. ما تعليقك على أن هناك من بدأ معك أو بعدك وسبقك في المشوار الفني؟ - منذ اليوم الأول لعملي في الفن وأنا أعتبره هواية جميلة استمتع بها وأسعد كل من حولي من خلالها، فلم انشغل يوماً بمن حقق النجومية أو البطولة المطلقة.. أرزاق يهبها الله لمن يشاء. هل حققت النجومية كبقية أبناء جيلك أم لا؟ - دائماً أرى أنني لم أحقق شيئاً، لذلك يجب أن أقدم أعمالاً جيدة ومتنوعة في شكل أفضل. بمن تأثرت من الفنانين؟ - زينات صديقي وماري منيب وعبدالفتاح القصري ومحمود شكوكو وأيضاً سناء جميل في جميع أدوارها. لمن تدينين بالفضل في مشوارك الفني؟ - كثيرون قدموا لي يد العون وأضافوا إلى موهبتي الكثير بداية من اساتذتي في معهد الفنون المسرحية كرم مطاوع ومحمد صبحي وأحمد عبدالحليم مروراً بالمخرجين الذين تعاملت معهم: سعد أردش وسمير العصفوري ومحمد كامل القليوبي وأحمد بدر الدين ويوسف شاهين وقبل هؤلاء جميعاً الجمهور. ما جديدك؟ - أصور مشهداً واحداً مع المخرج يوسف شاهين في فيلمه الجديد "الغضب" وأنا سعيدة بذلك. فالعمل معه حلم لأي فنانة حتى لو مرت من أمام الكاميرا. وسبق أن قدمت معه مشهدين قبل نحو 22 عاماً في فيلم "حدوتة مصرية".