جميل راتب فنان قدير صاحب أسلوب مميز في الأداء يترك بصماته واضحة في قلوب المشاهدين. بدأ حياته الفنية ممثلا في فرقة "الكوميدي فرانسيز" في فرنسا ثم قدمه المخرج الراحل صلاح ابو سيف في الدور السينمائي الأول له من خلال فيلم "الكداب". أما مشواره الفني على الشاشة الصغيرة فبدأ بالمسلسل العربي "عصفور الشوارع". ثم شارك في عدد كبير من المسلسلات المشهورة منها "أحلام الفتى الطائر" مع الفنان الكبير عادل امام و"رحلة المليون" و"يوميات ونيس" مع الفنان محمد صبحي و"الراية البيضاء" و"طعم الايام". "الحياة" التقت الفنان جميل راتب وسألته عن أدواره في السينما والتلفزيون والمسرح وعمله في الإعلانات والجوائز الفنية التي حصل عليها ومشاريعه المستقبلية: ما سبب كثرة أعمالك التلفزيونية؟ - التلفزيون هو الذي يحقق الجماهيرية والشهرة للفنان، وقد وجدت ذاتي الفنية في الشاشة الصغيرة. ومع انني أعتبر نفسي نجماً سينمائيا، لكني أشعر بنجوميتي فقط من خلال التلفزيون الذي لا يعتمد على نجم الشباك. ألا تخاف على نجوميتك من تقديم عملين يعرضان في الوقت نفسه؟ - كنت دائما أرفض تقديم عملين في وقت واحد، لكنني تحمست للموافقة على مسلسلي "زيزينيا" و"التوأم" لأن المؤلفين من أفضل الكتاب في مصر وهما اسامة انور عكاشة ويسري الجندي. أما قضية عرض المسلسلين في الوقت نفسه في التلفزيون المصري فهي ليست مسؤوليتي وانما مشكلة التنسيق، وكنت أتمنى ان يعرض أحد المسلسلين في وقت آخر. لماذا أبتعدت عن المسرح؟ - قدمت عدداً من المسرحيات كممثل او مخرج، منها "الاستاذ" لسعد الدين وهبة و"شهرزاد" لتوفيق الحكيم. وشاركت على مدى 40 عاما في اعمال عالمية بين القاهرةوفرنسا كما شاركت في اداء معظم مسرحيات شكسبير في باريس ومنها "هاملت" و"ماكبث" و"عطيل" و"تاجر البندقية". لماذا اتجه الفنان جميل راتب للعمل في الاعلانات بعد رفض شديد؟ - كنت رافضاً للفكرة في البداية، لكني ناقشت الأمر مع المقربين إليّ فأكدوا لي أن احد تلك العروض يعلن عن منتج وطني جيد ومحترم. وحين قابلت مخرج الاعلان ومصوره وجدت أنهما يحملان الكثير من الثقافة لذلك وافقت على تقديم الاعلان، وقدمته بشكل أعجب الكثيرين وحصلت على مبلغ 75 ألف جنيه في يوم ونصف اليوم هما الوقت الذي استغرقه تصوير الاعلان. من جهة أخرى، فإن الاعلان فن محترم في جميع البلاد الاوروبية وتقام له المهرجانات المهمة التي يتسابق فيها الجميع بأفضل الفنون الإعلانية، وأتمنى أن نصل الى تلك الدرجة. أعمالك السينمائية قليلة لماذا؟ - لا أقبل أي عمل سينمائي يعرض عليّ لأن لي شروطاً ومواصفات غالبا لا تتوافر في السيناريوهات السينمائية المعروضة عليّ لذلك لا أتردد في رفضها. ولذلك كان اتجاهي الى الافلام العالمية مثل الفيلم الفرنسي "الثروة" و"شيش خان" و"كش مات" والفيلم التاريخي "لورانس العرب" مع الفنان العالمي عمر الشريف. وفي مصر قدمت عددا قليلا من الافلام ولكنها كانت رائعة وأضافت الى رصيدي الفني ومنها "الصعود الى الهاوية" مع الراحلة مديحة كامل وعماد حمدي و"البداية" مع المخرج صلاح ابو سيف و"المصير" مع المخرج يوسف شاهين. ما هي معايير اختيارك لأدوارك؟ - أنظر أولا الى النص ومضمونه إذ لا بد ان يخاطب الفكر والعاطفة لأنني اؤمن بأن الفن رسالة ثقافية لا بد ان تغني قلب الانسان وعقله، ثم أبحث عن المخرج المكلف لانه عنصر مهم في العمل الفني وأراعي الاتجاهات والانتماءات السياسية للعمل. ولا يهمني حجم الدور او مساحته بقدر ما يهمني تقديم رسالة فنية جيدة. هل في حياتك جوائز فنية حصلت عليها وتعتز بها؟ - الحمد لله حصلت على جوائز عدة وأعتز بها كلها، ولكن الجائزة الأولى التي نلتها كانت عن الفليم المصري "الصعود الى الهاوية" ولها مكانة خاصة في قلبي. كما حصلت على جائزة أحسن ممثل عربي في مهرجان السينما العربية في باريس عن فيلم "شيش خان" وجوائز أخرى عن "البداية" و"حب في الزنزانة". ما أعمالك الفنية التي لم يشاهدها الجمهور؟ - هناك مسلسل بعنوان "الزلزال وتوابعه" اخراج رضا النجار وتأليف كرم النجار، ويشاركني بطولته محمود قابيل وسيمون، وهو انتاج مشترك مع فرنسا وأجسد فيه شخصية رجل فقير يتميز بالبساطة والتلقائية التي تصل حد الجنون. وما هو العمل الفني الذي تتمنى تقديمه؟ - أتمنى تقديم مسرحية "هاملت" لشكسبير، وقد حلمت كثيرا بذلك العمل لكنه للاسف تأجل ثلاث مرات. وأتمنى ان يتحقق الحلم في العام الحالي فأنا شديد الارتباط بأعمال شكسبير. يقال إن بدايتك في باريس كانت سبباً في تأخير نجوميتك في العالم العربي؟ - اعتقد بأنني استفدت كثيرا من وجودي وبدايتي في فرنسا. وليس صحيحاً ما يقال عن ان ذلك أخر نجوميتي، فقد اكتسبت الكثير من الخبرة والثقافة لاحتكاكي بالرواد والفلاسفة في مختلف الفنون. وما اهم مشاريعك الفنية المقبلة؟ - بعد انتهائي من تصوير فيلم "جمال عبدالناصر" لأنور القوادري أفكر جديا في عمل فيلم سينمائي عن هدى شعراوي، وهي بالمناسبة عمة والدتي. كما عثرت على المنتج الذي يلح عليّ كثيرا لتقديم ذلك العمل غير انني أنتظر الوقت المناسب للتفرغ له حتى يخرج بالشكل اللائق.