سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السعدي يتهم واشنطن بممارسة ضغوط على المفتشين لتدمير صواريخ "الصمود-2" وبليكس يتوقع من بغداد الامتثال صدام يبلغ بريماكوف استعداد العراق التعاون مع المفتشين
جدد الرئيس صدام حسين استعداد بلاده للتعاون مع الاممالمتحدة للتحقق من نزع سلاحه المحظور، وأعلن الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة العراقية أمس ان طلب كبير المفتشين هانس بليكس من العراق تدمير صواريخ "الصمود-2" ربما جاء "بضغوط سياسية اميركية"، وذكر ان قراراً في شأن الصواريخ سيتخذ "قريباً جداً"، فيما توقع بليكس ان يمتثل العراق لطلبه الرامي الى تدمير صواريخ "الصمود-2". أعلن الرئيس صدام حسين استعداد بلاده للتعاون مع الاممالمتحدة للتحقق من نزع سلاحه المحظور. وأكد صدام أمام الموفد الروسي رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف الذي استقبله أول من أمس في بغداد بناء على طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "بغداد لن تضع اية عراقيل امام عمل المفتشين". ووصل بريماكوف مساء السبت الى العاصمة العراقية وغادر الاحد حسب ما افادت مصادر ديبلوماسية في بغداد. وابلغ الى "الحياة" حيدر جمال رئيس تحرير موقع "عراق. رو" الذي استحدثته القناة التلفزيونية الاولى نصف الحكومية انه لا يستبعد ان يكون بريماكوف نقل عرضاً روسياً ب"استضافة" الرئيس العراقي بضمانات تقدمها الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وأُشير في هذا السياق الى ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اختار التلفزيون الحكومي الروسي ليعلن ان "الحرب لن تنشب" اذا تنحى الرئيس العراقي طوعاً. الا ان ديبلوماسياً رفيع المستوى ووثيق الصلة ببريماكوف استبعد ان يقوم هذا السياسي المخضرم بدور "لا آفاق له"، وقال انه يرجح ان يكون بريماكوف تحدث عن "ربع الساعة الاخير" وطلب من بغداد "ألا ترتكب اخطاء وقعت فيها قبل 12 عاماً حينما رفضت طلب بريماكوف نفسه، بإعلان الانسحاب من الكويت كثمن لدرء الحرب". الى ذلك، اعلن الفريق عامر السعدي المستشار في ديوان الرئاسة العراقية أمس ان طلب رئيس لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك هانس بليكس من العراق تدمير صواريخ "الصمود-2" ربما جاء "بضغوط سياسية وليس بضغوط فنية فقط"، فيما توقع بليكس ان يمتثل العراق لطلبه الرامي الى تدمير صواريخ "الصمود-2"، وقال: "لقد فعلوا ذلك دائماً في الماضي عندما طلبت منهم لجنة "انسكوم" السابقة او نحن". وقال السعدي في مقابلة مع قناة العراق الفضائية عرضت بعد ظهر أمس ان العراق "سبق ان قدم حقائق عن كل جوانب الصاروخ في الاعلان الذي قدمه الى مجلس الامن ولم تكتشفه انموفيك". وكان العراق قدم الشهر الماضي اعلاناً من 12 ألف صفحة اكد انه يتضمن تفاصيل عن اسلحة الدمار الشامل. واشار السعدي الذي يتولى رئاسة الجانب العراقي في المحادثات مع الاممالمتحدة ان كل المواضيع المتعلقة بهذا الصاروخ وخصوصاً بمداه، وردت في الاعلان العراقي. وقال: "هناك حمولة يجب ان تضاف الى منظومة السيطرة لم تكن مضافة ما ادى الى وصول مداه الى ابعد من 150 كيلومتراً". وشدد المسؤول العراقي على ان هذا الامر "ليس خرقاً مادياً" للقرار 1441. وكان بليكس طالب بغداد بتدمير هذه الصواريخ بحلول الاول من آذار مارس المقبل بعدما اعتبرتها الاممالمتحدة مخالفة للتعهدات التي قطعتها بغداد بعد حرب الخليج. واعلن رئيس دائرة الرقابة الوطنية العراقية اللواء حسام محمد امين أول من أمس ان العراق يدرس "بجدية" طلب الاممالمتحدة تدمير صواريخ "الصمود-2" ويأمل بأن "تحسم هذه المسألة من دون تدخل اميركي وبريطاني". وصرح السعدي، بعد محادثات مع وفد لنزع الاسلحة من جنوب افريقيا، ان العراق الذي يدرس بعناية هذا الطلب سيقرر "قريباً جداً" ما اذا كان سيلتزم بطلب الاممالمتحدة تدمير الصواريخ. وبدأ فريق من خبراء نزع الاسلحة من جنوب افريقيا، الذي وصل الى بغداد أول من أمس، محادثات مع مسؤولين عراقيين أمس لنقل خبرتهم في شأن كيفية التخلص من الاسلحة المحظورة. ويرأس الوفد عزيز باهاد نائب وزير خارجية جنوب افريقيا. في غضون ذلك، تفقد مفتشو الاسلحة 12 موقعاً أمس بما في ذلك اربع منشآت متعلقة بالصواريخ في بغداد. وكان فريق من خبراء الصواريخ أجرى الاسبوع الماضي إحصاء لصواريخ الصمود ومكوناتها. وحضر الخبراء أول من امس اختباراً لتجربة محرك أحد الصواريخ. وفي باريس، اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري أول من أمس، ان طائرتي "ميراج 4 بي" الفرنسيتين اللتين انطلقتا الجمعة الى منطقة الخليج، هما في تصرف مفتشي الاممالمتحدة في العراق، سواء "للقيام بالمهمات المبرمجة او المهمات المفاجئة". واضافت في لقاء مع شبكة التلفزيون "فرانس 3" ان "دورهما سيكون التأكد من حصول تحركات حول المواقع التي يريد المفتشون تفتيشها او التي يفتشونها للتأكد من عدم حصول عمليات اخفاء" معدات.