قلما نرى اليوم تعلقاً بمحطة تلفزيونية واحدة وقلما نرى مشاهدين يتابعون قناة واحدة في المقاهي والمطاعم والمحال التجارية وصالونات الشعر والأماكن العامة وحتى في المنازل وأينما تذهب ترى حضوراً لافتاً لشاشة "ميلودي هيتز". والمحطة قناة مصرية تعنى بالموسيقى وتعرض أحدث الكليبات والأغاني العربية والأجنبية. والفكرة ليست جديدة إذ قامت محطات عالمية في السابق كال"أم تي في" وال"أم أم" وال"أم سي أم" على الفكرة نفسها ولاقت نجاحاً جماهيرياً. ما دفع العالم العربي إلى خوض التجربة نفسها، فقدمت أوربت ال"ميوزيك ناو" وقدمت "أ ر ت" تلفزيون وراديو العرب "أ ر ت الموسيقى" وقناة "دريم الموسيقية". أما الجديد مع "ميلودي هيتز" فكان اعتمادها على فكرة اختيار المشاهد للأغنية المصورة التي يريدها وذلك عبر الاتصال بالرقم على الشاشة واختيار رمز الأغنية التي تعرض فور طلبه. من الواضح أن هدفها يقوم على جذب أكبر عدد من الشباب، فهي وضعت كل عناصر لفت انتباههم من التصويت على أحدث الأغاني العربية والأجنبية، إلى إعطاء رموز رنات الهاتف، إلى عرض كليبات أجنبية فاضحة يحتل العري فيها المركز الأول، إلى إنشاء موقع إلكتروني للقناة يعرض أوائل مراكز الأغاني العربية وفق التراتبية التي يضعها المشاهدون وأول الكليبات العربية وفق تصويت الجمهور أيضاً. ويعرف الموقع الزائر بأهم المغنين في العالم العربي والغربي وبأعمالهم، الحديثة منها والقديمة، كما يقدم فرصة الاستماع إليها وطبعاً إمكان التصويت للأغاني المعروضة. العناصر كلها جيدة ما عدا نقطة واحدة تسترعي انتباهنا فنتساءل كمشاهدين عرب: هل إن عرض كل هذه الكليبات الفاضحة بكثرة وفي تكرار هو من الأفكار الجديدة التي أرادت من خلالها "ميلودي" محاكاة الشباب؟ هذه النقطة مأخذ سلبي، فعدد لا يستهان به من الأطفال يتابعها وبشغف، فلماذا تستخف القناة بمشاهديها وتؤثر في الأطفال. وإذا كانت المحطة تحاول بذلك منافسة المحطات الغربية لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، فعليها الانتباه إذ إن الموضوع يختلف: المحطات الأميركية تنقل الموجود في المجتمع والشارع الغربي بينما في العالم العربي هذه المشاهد ما زالت بعيدة من المجتمع والتقاليد. يبقى سؤال ثان هل الأغاني المعروضة هي فعلاً الأغاني المنتقاة من المشاهدين أم إن هناك أخرى لا تظهر لأسباب تجارية. هل الكليبات الغربية الضاربة كلها تركز على العري وهل هذه هي فقط الأغاني العربية الرائجة؟ الأفكار الجديدة باتت شبه مفقودة اليوم لذا تجربة ميلودي تجربة جيدة تستحق التنويه إلا أن على القناة أن تكون أكثر صدقاً مع نفسها واحتراماً للمشاهدين.