واصلت القوات السورية إعادة نشر قواتها المتمركزة في شمال لبنان، ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود ان عشرين آلية نقل جند سورية آتية من منطقة البترون والمنية عبرت مدينة طرابلس متوجهة الى الحدود السورية، بعدما كانت 45 آلية سلكت الطريق نفسه أول من أمس. وتوالت المواقف المرحّبة بهذه العملية، في وقت اطلع نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي رئيس الجمهورية اميل لحود على أجواء لقائه الرئيس السوري بشار الأسد وعلى الأحاديث التي دارت وتتعلق بالشؤون اللبنانية وشؤون المنطقة "لا سيما في ظل الأجواء البالغة الدقة التي تتطلب مزيداً من التكاتف والتضامن وهو ما يرعاه الرئيس لحود". وقال الفرزلي: "تداولنا في القراءة والنظرة اللبنانية - السورية الواحدة الى التطورات ولا سيما الحرب المحتملة في العراق وضرورة تأمين استراتيجية تجنّب المنطقة هذه الحرب". وأسف الحزب التقدمي الاشتراكي الذي اجتمع برئاسة النائب وليد جنبلاط "لاتساع حال الانقسام العربي". ورأى في اعادة الانتشار السوري "خطوة ايجابية تؤكد مواصلة التعاون والتنسيق بين سورية ولبنان وفقاً للحاجات والمصالح المشتركة وانجازاً مهماً يجب على الجميع تقدير أبعاده الوطنية والسياسية في اطار استمرار التنسيق الاستراتيجي بين البلدين". وخطوة اعادة الانتشار بحثها النائب ناصر قنديل مع البطريرك الماروني نصرالله صفير وقال: "ان وجهات النظر كانت متطابقة في تأكيد ان حال القلق التي عبّر عنها بيان المطارنة في العام 2000 تجاه مستقبل لبنان وسيادته واستقلاله وتطبيق اتفاق الطائف هي حال شارفت على الانتهاء مع اشارات الرسالة الايجابية الشديدة الوضوح من جانب القيادة السورية لجهة التمسك باتفاق الطائف والتمسك بسيادة لبنان واستقلاله والثقة بقدرة مؤسساته الأمنية وأهليتها لتحمّل المسؤولية والمزيد من التبعات". وقال قنديل: "ان المسؤولية الآن هي علينا نحن كلبنانيين لننجح في إطلاق أوسع حوار وطني يستطيع انتاج قانون للانتخابات يشكل أرضية ينطلق منها اللبنانيون في منح المزيد من الثقة لمؤسساتهم الوطنية وتكون الدولة راعية لهذا الحوار ورئيس الجمهورية هو الموقع الأول، لكن المرحلة الآن قد لا تكون مرحلة البحث في القضايا الداخلية لأن مرحلة العاصفة المقبلة تستدعي منا وضع هذه الاستحقاقات والمطالب جانباً في انتظار ان نخرج من العاصفة سالمين ليتسنى لنا بعد ذلك البحث بهدوء وعقلانية كل ما قد نرى انه بحاجة الى بحث". وأمل الحزب الشيوعي اللبناني ان "تكون اعادة الانتشار جزءاً من عملية تصحيح أشمل بالمراجعة والحوار".