مطار بغرام افغانستان، كابول، نيويورك - أ ف ب، رويترز - أعلن مصدر عسكري أمس ان جنوداً اميركيين تعرضوا لإطلاق نار أول من أمس في جنوبافغانستان حيث تقوم فرقة اميركية منذ الثلثاء الماضي بتفتيش شبكة كهوف بحثاً عن مقاتلين تابعين لحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، فيما استهدف هجوم صاروخي قاعدة لقوات حفظ السلام الدولية في كابول مساء الجمعة من دون تسجيل أضرار. وقال روجر كينغ الناطق باسم الكتيبة الاميركية في افغانستان ومقرها العام في قاعدة بغرام الجوية في شمال كابول "ان رجلاً فتح النار على دورية تابعة لعملية مانغوست ظهر الجمعة في جبال آدي غاهر على بعد نحو 20 كلم شمال سبين بولداك قرب الحدود مع باكستان". وأوضح ان الرجل "أطلق بضع طلقات على دورية اميركية من دون ان يصيب احداً. ثم حاول ان يختبئ في احدى المغاور". وأضاف: "ان القوات الاميركية احاطت بالمغارة قبل ان تطلق عليها صاروخاً مضاداً للدبابات اي تي-4. ثم فتش الجنود المغارة من دون ان يعثروا على احد". وأفاد الناطق العسكري الأميركي ان قوات التحالف طهرت تسعة كهوف من بين أكثر من 100 كهف قرب سبين بولداك. وأكد العثور على ادلة اخرى على ان القوات المناهضة للتحالف ما زالت موجودة في المنطقة، لكنه لم يذكر تفاصيل اخرى. وقال: "تواصل قوات التحالف اجراءات التطهير بطريقة منسقة، مشيراً الى ان هذه العمليات ستستغرق بعض الوقت الى ان تستكمل. وأوضح: "انها اراض مرعبة للغاية ... صخرية ومنحدرة ويصعب التحرك فيها. واذا كان هناك اكثر من 100 كهف، فإنها ستستغرق بعض الوقت. ولا يمكنني ان اضع اطاراً زمنياً". وتقدم نحو 500 جندي من القوات الاميركية والقوات الحليفة نحو مجموعة الكهوف الاثنين الماضي بعد قصف شديد من الجو. وأشارت تقارير الى ان 18 مسلحاً على الاقل قتلوا في الهجوم الجوي الاول. وتم الربط بين المجموعة التي تضم نحو 80 شخصاً وحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" وجماعة الحزب الاسلامي بزعامة قلب الدين حكمتيار. وأثارت المعركة وهي الأكبر في افغانستان في الاشهر العشرة الاخيرة قلقاً من ان العناصر المعادية لقوات التحالف تعيد تجميع نفسها. واشار كينغ الى ان مروحية عسكرية من طراز "اباتشي" تابعة لعملية مانغوست تعرضت الاربعاء الماضي لإطلاق نار. وقال من جهة أخرى ان جثث اربعة جنود اميركيين قتلوا في تحطم طائرة هليكوبتر قرب قاعدة بغرام نقلوا الخميس الماضي الى الولاياتالمتحدة. ووصف تحطم الطائرة بأنه حادث. من جهة أخرى، اعلن مصدر عسكري غربي ان ثلاثة صواريخ اطلقت مساء الجمعة في اطراف كابول على احدى اهم القواعد العسكرية التابعة للقوة الدولية لترسيخ الامن ايساف، من دون ان تسفر عن سقوط ضحايا ولا خسائر مادية. وقال ان الصواريخ الثلاثة سقطت على بعد حوالى500 متر من قيادة الكتيبة الالمانية في قوة ايساف. وأوضح ان جنود هذه القاعدة ظلوا في الملاجئ حتى منتصف الليل. وهي المرة الاولى تطلق صواريخ على العاصمة منذ نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي. والصواريخ التي تستخدم عموماً في هذا النوع من العمليات هي من عيار 107 او 222 ويبلغ مداها بين ثلاثة وسبعة كيلومترات. وأطلقت مجمل الصواريخ تقريباً التي استهدفت كابول من جنوب شرقي العاصمة. ويوجد مقر قيادة الكتيبة الالمانية في قوة "ايساف" في المنطقة الصناعية القديمة جنوب شرقي كابول على طريق جلال آباد. وتعد هذه القاعدة من اهم قواعد "ايساف" وهي تضم اكثر من 1500 جندي، غالبيتهم من الالمان الى جانب هولنديين وجنود من جنسيات اخرى. وستتولى المانيا في العاشر من الشهر الجاري قيادة "ايساف" التي تقوم مهمتها على مساعدة السلطات الافغانية في توفير الامن في كابول وضواحيها. وسيتولى الجنرال الالماني نوربرت فان هايست قيادة القوة المؤلفة من 4900 عسكري من 22 بلداً والتي تقودها حالياً تركيا. ويأتي تصاعد الهجمات ضد القوات الدولية على الأراضي في وقت صرح ممثل الاممالمتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي امام مجلس الامن ان الدعم ل"طالبان" ربما يكون في حال تصاعدية في بعض المناطق الافغانية. وقال الابراهيمي في جلسة عامة في الأممالمتحدة ان "عملية السلام لا تزال في حاجة الى كثير من التقدم قبل ان نستطيع التأكيد انها ترسخت". وأضاف: "استناداً الى تقارير مقلقة، فإن الذي يلقاه ما تبقى من طالبان يمكن ان يكون متزايداً في بعض مناطق البلاد". وأشار الابراهيمي الى ان شهر كانون الثاني شهد "تواصل الهجمات ضد قوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وحتى في العاصمة" كابول. وأوضح انه اذا كان الوضع "هادئاً نسبياً باعتبار انه لا توجد معارك مهمة وطويلة"، فإن "حوادث تقع بسبب التوترات بين الفصائل ونتيجة اعمال ارهابية متفرقة".