بغرام، واشنطن - رويترز، أ ف ب - قالت قوات التحالف الدولي في افغانستان امس، ان جنوداً اميركيين قتلوا مسلحاً وطوقوا كهوفاً قرب الحدود مع باكستان، في عمليات تسبق اجتماع مجلس ال"لويا جيركا" القبائل الافغانية الاسبوع المقبل لانتخاب حكومة جديدة. وفي الوقت نفسه، افاد تقرير اميركي ان باكستان تتغاضى عن وجود فارين من افغانستان في اراضيها. وفي غضون ذلك، افادت صحيفة "واشنطن بوست" ان قادة مشاة البحرية المارينز انتقدوا القيادة المركزية، وأشاروا الى ان مقار قيادة الحرب بعيدة جداً من ساحة القتال. العمليات وقال الكولونيل روجر كينغ الناطق باسم قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة للصحافيين في قاعدة بغرام الجوية امس، ان افراداً من القوات الاميركية الخاصة قتلوا مسلحاً بعدما صوّب بندقية عليهم في قرية لوارا. وأضاف: "عندما اقترب افراد الوحدة منه لمعرفة نياته صوّب بندقية كلاشنيكوف عليهم ففتحوا النار عليه وقتلوه". وكانت اربعة صواريخ اطلقت قرب مواقع قوات التحالف في قرية لوارا جنوب شرقي افغانستان يوم الجمعة الماضي، ما دفع القوات الاميركية الى شن ضربات جوية. وذكر كينغ ان ثلاثة احتجزوا في المنطقة لاستجوابهم بعدما عثر معهم على وثائق وأسلحة. وكان حوالى مئة جندي من المشاة الاميركيين نقلوا الى منطقة جلال آباد قرب الحدود مع باكستان مطلع الاسبوع الجاري، للقيام بعمليات مسح وتفتيش فجروا خلالها كهوفاً عدة. وقال كينغ: "لم ترد انباء عن الاحتكاك بأعداء"، الا ان الجنود عثروا على اربعة كهوف من المحتمل ان يكون المقاتلون الافغان استخدموها. وفي مدينة قندهار جنوب البلاد، انفجرت عبوة ناسفة امام قصر حاكم الولاية مساء الجمعة الماضي، ما سبب خسائر طفيفة. واتهم ناطق باسم الحاكم فلول "طالبان" بارتكاب الحادث لمحاولة افساد عملية اختيار المشاركين في اجتماع ال"لويا جيركا". وقال كينغ: "من الواضح اننا نرغب في انجاح عملية اللويا جيركا لأنها تهدف الى تقرير مصير افغانستان". ومن المقرر ان يبدأ اجتماع المجلس الذي سيستمر اسبوعاً، في كابول في العاشر من الشهر الجاري. انتقاد "المارينز" الى ذلك، نقلت "واشنطن بوست" عن نسخة حصلت عليها من تقرير رسمي عن الاشهر الثمانية الاولى من الحرب، وصف مشاة البحرية للقيادة المركزية الاميركية بأنها جهة اشراف بعيدة ومثيرة للمتاعب. وتقع القيادة المركزية للحرب في تامبا بولاية فلوريدا. وقالت الصحيفة ان بعد القيادة عن ساحة القتال يخالف ما جرت عليه العادة في الصراعات السابقة عندما كان القادة العسكريون ينقلون مقارهم الى نقاط اقرب من خط القتال. ومن بين الشكاوى وقوع خلافات متكررة بين القيادة المركزية والمقار الادنى، اضافة الى التأثير الناجم عن فارق التوقيت بين افغانستانوفلوريدا. وتحدثت "واشنطن بوست" عن واقعة أثارت استياء بين الجنود، عندما أمرت القيادة المركزية بإنزال العلم الاميركي من على مدرج في قاعدة جوية في الصحراء. ونقلت الصحيفة عن تقرير مشاة البحرية: "جاء أمر انزال العلم من تامبا". وقال مسؤول في "المارينز" للصحيفة ان الامر "لم يجد صدى جيداً" بين الجنود في القاعدة وأنهم سألوه في شأنه عدة مرات. فارون الى باكستان ومن جهة اخرى، ذكرت مجلة "نيوزويك" امس، ان باكستان قد تؤوي على اراضيها عدداً من اعضاء "طالبان" و"القاعدة" وتسمح في الوقت نفسه للقوات الاميركية بمطاردة اعضاء آخرين. وقالت ان مسؤولين كباراً من "طالبان" حضروا اخيراً جنازة احد الاعضاء السابقين في الحركة، وذلك تحت انظار احد ضباط الاستخبارات الباكستانية. وأوضحت المجلة ان بين هؤلاء المسؤولين مساعد وزير الخارجية السابق عبدالرحمن زيد ومسؤولاً كبيراً سابقاً في وزارة الدفاع هو الجنرال جليل يوسف زاي. وقالت "نيوزويك" ان اعضاء آخرين من "طالبان" و"القاعدة" يقيمون بكل حرية في مدن باكستانية مثل كويتا وبيشاور. ومن المحتمل ان يكون زعيم القاعدة، اسامة بن لادن موجوداً ايضاً في باكستان. وأكدت المجلة نقلاً عن مسؤولين اميركيين قولهم ان باكستان، حليف الولاياتالمتحدة في الحملة الدولية ضد الارهاب، لا تزال تطارد مسؤولين مهمين من "القاعدة".