نفى وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى أن يكون موضوع منح الجزائر منفذاً بحرياً على الساحل الأطلسي قد أثير لدى اجتماعه مع نظيره الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم الذي زار المغرب أخيراً. كما نفى أن يكون للزيارة "دور في قضية الصحراء"، في اشارة الى ما تردد عن درس البلدين صيغة وفاقية للحل. وتزامنت تصريحات بن عيسى مع زيارة يقوم بها للجزائر والمغرب وموريتانيا ميخائيل بوغدانوف مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية في مهمة تطاول تسوية نزاع الصحراء. اذ من المقرر أن يزور الوفد السوفياتي مدينة العيون عاصمة المحافظات الصحراوية في مهمة لافتة. وهذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها مسؤول روسي بزيارة منطقة الشمال الافريقي منذ تقديم الوسيط الدولي جيمس بيكر اقتراحاته الجديدة لتسوية نزاع الصحراء الى الأطراف المعنية التي منحها مهلة الى نهاية آذار مارس المقبل للرد عليها. ويسود اعتقاد بأن موسكو تريد أن تكون في صورة هذه التطورات، خصوصاً ان علاقاتها مع الرباط شهدت تحسناً ملحوظاً، بعد تباين وجهات النظر إزاء الحل السياسي السابق الذي اقترحه بيكر من دون أن ينجح في تمريره لدى مجلس الأمن صيف العام الماضي. وكشفت مصادر في الرباط ان روسيا اقترحت على المغرب، في محادثات سابقة، خطة لتنويع شركائها في بيع الأسلحة وتمنت عليها معاودة تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري في اطار ما كان يعرف ب"صفقة القرن" الماضي بين المغرب والاتحاد السوفياتي التي كان يقابلها على الطرف الآخر تعاون اقتصادي وتجاري أكبر بين الجزائر والولايات المتحدة في فترة الحرب الباردة. الى ذلك، رجحت المصادر أن يبحث بوغدانوف مع المسؤولين في الجزائر والمغرب في خطوات تطبيع العلاقات الثنائية في ضوء ما تردد عن وساطة فرنسية بين البلدين الجارين، علماً أن بلخادم نفى، خلال زيارته المغرب الاسبوع الماضي، وجود وساطة أجنبية أو عربية، مؤكداً أن البلدين لا يحتاجان لأي وساطة "كونهما في غير خصام". لكن حظوظ التفاهم المغربي - الجزائري تحت مظلة باريس التي تستضيف القمة الفرنسية - الافريقية في التاسع عشر من الشهر الجاري تراجع الى حد ما، بسبب تطورات أزمة العراق. وأرجأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة خاصة لباريس كانت مقررة أمس الى موعد بدء القمة الفرنسية - الافريقية، بعدما ساد اعتقاد بامكان انعقاد قمة تجمعه مع الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. لكن بن عيسى جدد تأكيد ان "هناك ارادة متبادلة للمضي قدماً في تحسين العلاقات مع الجزائر واسبانيا، ودرس كل القضايا الثنائية بكل صراحة وواقعية". واعتبر "في حال توافر الثقة وحسن النيات والارادة القوية يمكن الوصول الى النتائج المتوخاة". وكشف المسؤول المغربي ان الرباطوالجزائر واسبانيا اتفقت في الفترة الأخيرة، على اقرار جردة شاملة للقضايا العالقة، في اشارة الى خلافات موزعة بين ملفات الحدود وقضية الصحراء ومعاودة ترتيب الأوضاع في منطقة الشمال الافريقي وتفعيل الاتحاد المغاربي.