تستضيف الجزائر منتصف الشهر المقبل اجتماع وزراء خارجية الدول المغاربية، في خطوة ترمي الى معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي المتعثر منذ سنوات. وقالت مصادر ديبلوماسية ان خطوات الانفتاح التي عرفتها العلاقات المغربية - الجزائرية في الأيام القليلة الماضية ساهمت في إزاحة عراقيل من أمام المساعي المبذولة لبناء الاتحاد. خصوصاً في ضوء صدور مؤشرات الى دعم فرنسي واميركي لهذا التوجه يركز على بناء علاقات ثقة جديدة بين الرباطوالجزائر، ان لجهة تضييق الخناق على الحركات الاسلامية المتطرفة في ضوء تداعيات أحداث ايلول سبتمبر الماضي أو لجهة فض النزاع الاقليمي حول الصحراء كي لا يظل؟ بؤرة توتر يهدد الأمن في المنطقة. واستبقت جبهة بوليساريو التي تنازع المغرب الصحراء التطورات بالإعلان عن قبولها تنظيم سباق رالي باريس - دكار الذي يشمل المحافظات الصحراوية، عكس ما فعلته في مثل هذا الوقت من العام الماضي، الا ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة جدد تمسك بلاده بخطة الاستفتاء في الصحراء خلال زيارته بروكسيل أخيراً. واعتبر موقفه رسالة تضمين الى الأوساط العسكرية المتشددة في الجزائر التي ترى في الصحراء أمناً قومياً. ما يحمل على الاعتقاد بإمكان حدوث تطور في الموقف الجزائري في ضوء تعديل الاتفاق - الإطار الذي وضعه الوسيط الدولي جيمس بيكر وتكريس سيادة المغرب على المحافظات الصحراوية ويمنح سكان الاقليم صلاحيات أوسع في ادارة الشؤون المحلية. وعلى رغم ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك نفى خلال زيارته تونسوالجزائر والمغرب أخيراً وجود وساطة فرنسية حول قضية الصحراء، فالاعتقاد السائد ان الدعم الفرنسي والاميركي لاقتراحات جيمس بيكر يدفع في اتجاه معاودة النظر في الموقف الجزائري في حال اضطلاعها بدور اكبر في الحل المقترح. وترك مجلس الأمن الدولي الباب مفتوحاً أمام هذا التطور.