نفى عبدالعزيز بلخادم وزير الخارجية الجزائرية ان يكون النزاع في الصحراء الغربية العقبة الرئيسية في طريق استكمال عملية بناء صرح الاتحاد المغاربي المتعثرة حاليا بسبب الخلافات بين الجزائر والمغرب والنزاع بين موريتانيا وليبيا. فالنزاع في الصحراء الغربية، برأي بلخادم وجد قبل التوقيع على اتفاقية مراكش زرالدة في عام 1989 وعليه عندما قرر القادة المغاربة في قمة زرالدة في عام 1989 تأسيس الاتحاد المغاربي كان ملف الصحراء الغربية موجودا على طاولة المحادثات ولم يجعل منه اي طرف شرطا. وتابع بلخادم بالقول ان المغرب ابتداء من 1994 جعل تسوية النزاع في الصحراء الغربية شرطا لأي محادثات تخص اعادة بعث الاتحاد المغاربي الموجود حاليا في غيبوبة متقدمة ثم عاد من بعد في سنة 2000 بعودة الجزائر للنشاط على المستوى المغاربي لجمع شمل الدول المغاربية ومنذ ذلك الحين عاد المغرب الى احضان الاتحاد المغاربي وشارك في مختلف الاجتماعات. في هذا الشأن اكد بلخادم ان الجزائر شرحت للمغاربة والاممالمتحدة والولايات المتحدةالامريكية ان مشكل النزاع في الصحراء الغربية مشكل تصفية استعمار، وانه لا يجوز بأي حال من الاحوال نقل النقاش بخصوص هذه القضية خارج اطار الشرعية الدولية على خلفية ان ميثاق الاممالمتحدة يكرس حق الشعوب في تقرير مصيرها وقد تمكن المبعوث الخاص للامم المتحدة جيمس بيكر من جمع طرفي النزاع اي المغرب وجبهة البوليزاريو حول طاولة المفاوضات التي نتج عنها فيما بعد ما يعرف بالمخطط الاممي الذي يكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وردا على اولئك الذين يعتبرون النزاع في الصحراء الغربية عقبة في طريق اعادة الدفء للعلاقات الجزائرية المغربية واتمام البناء المغاربي، اوضح عبدالعزيز بلخادم انه من وجهة النظر الجزائري لا يوجد اي مبرر ليبقى الاتحاد المغاربي رهينة حل اي مشكل، وقدم رئيس الدبلوماسية الجزائرية نبذة تاريخية لقضية فرض التأشيرة على رعايا البلدين، على خلفية وجود من يتهم الجزائر برفض اليد الممدودة من المغرب اثر قرار الملك محمد السادس الغاء التأشيرة من جانب واحد حيث قال ان السلطات المغربية قررت فرض التأشيرة على الجزائريين من جانب واحد مباشرة بعد احداث مراكش حيث اتهمت الرباطالجزائر بالوقوف وراءها ومع مرور الوقت اكتشفت ان الجزائر لا علاقة لها بهذه الاحداث الدامية ثم بعد ذلك الغى الملك هذه التأشيرة بمناسبة خطاب العرش. واشار بلخادم الى انه اذا كان هناك من يعتبر الخطوة المغاربية بالغاء التأشيرة رغبة من الرباط في احداث التقارب مع الجزائر فليعلم الجميع انها رغبة الجزائر كذلك وهي تعمل حاليا في سبيل الارتقاء بالعلاقات بين البلدين الى مستوى تطلعات الشعبين الجزائري والمغربي ويوم تنهي اللجان المختلطة الجزائرية المغربية عملها وتقترح حلولها للمشاكل العالقة حينها يمكننا النظر في قضية التأشيرة وبقية المشاكل العالقة بين البلدين. وبدا عبدالعزيز بلخادم مرتاحا جدا، اول امس، لدى استقباله وفدا من الجامعة العربية يقوده سمير سيف اليازل الامين العام بالانابة في الجامعة حيث تبدو الاستعدادات لاحتضان القمة العربية في مارس المقبل تجري في ظروف جيدة حسب تصريحات بلخادم للصحافة الذي اكد ان سياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية قد مكنا من تلميع صورة الجزائر بعودة الامن والسلم الى ربوع البلاد. وصرح اليازل رئيس وفد الجامعة بأن الهدف من هذه الزيارة يتمثل في مناقشة سبل التعاون بين الجزائر والجامعة العربية فيما يخص التحضير للقمة العربية في مارس 2005 معبرا في نفس الوقت عن ارتياحه للظروف التي تجرى فيها الاستعدادات لاحتضان هذا الحدث الهام. ومن جهته عبر بلخادم عن امله في ان تكون القمة المقبلة فرصة سانحة لترتيب البيت العربي، مضيفا ان الشغل الشاغل للجزائر في الوقت الراهن هو كيف تجعل القمة المقبلة قفزة نوعية في العمل العربي المشترك بالنظر الى النقاط التي ستطرح للنقاش على الرؤساء العرب خاصة ما يتعلق منها بمراجعة ميثاق الجامعة وملاحقه.