صرح وزير الخارجية الجزائري السيد عبدالعزيز بلخادم امس بأنه يعتزم القيام بزيارة للمغرب في اوائل الشهر المقبل، في دلالة واضحة على ان العلاقات الفاترة بين البلدين تتجه نحو التحسن. ونقلت وكالة "رويترز" عن بلخادم أنه سيتوجه قريبا الى المغرب بعد زيارة لفرنسا، في اطار وفد يرافق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في زيارة خاصة لباريس في الخامس من شباط فبراير. ولم يذكر بلخادم موعدا محددا للزيارة للمغرب التي ستكون الاولى له منذ توليه مهمات منصبه العام 2000. ومعلوم ان العلاقة بين البلدين متوترة منذ اكثر من 25 عاماً بسبب النزاع في الصحراء الغربية. كما أن الحدود بين البلدين مغلقة منذ العام 1994. وقال ديبلوماسيون في المنطقة ان فرنسا تتوسط لاصلاح العلاقة بين الجزائروالرباط. وذكروا ان الرئيس جاك شيراك الذي سيقوم بزيارة رسمية للجزائر في مطلع آذار مارس يحاول الترتيب لعقد اجتماع بين بوتفليقة والعاهل المغربي الملك محمد السادس في باريس على هامش القمة الفرنسية - الافريقية المقررة خلال الفترة بين 19 و21 شباط. الى ذلك، تبدأ وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاسيو غداً زيارة عمل للمغرب تجري خلالها محادثات مع نظيرها المغربي السيد محمد بن عيسى، في اطار سعي البلدين الى معاودة تطبيع العلاقات التي عانت من أزمة حادة وصلت ذروتها في النزاع حول جزيرة ليلى على الساحل المتوسطي للمغرب. وقالت مصادر ديبلوماسية ان الاتفاق على عودة سفيري البلدين سيعكس قدرة البلدين على تجاوز الأزمة التي تطاول خلافات سياسية واقتصادية حول الصيد البحري وتحديد المياه الاقليمية وقضية الصحراء الغربية والهجرة غير الشرعية ومستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. لكن من خلال مبادرة السماح لبواخر اسبانية بالصيد في السواحل المغربية بعد غرق الباخرة بريستيج وتلويث مناطق الصيد الاسبانية، افسحت الرباط في المجال أمام امكان قيام تفاهم جديد بين البلدين الجارين.