استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى الذي وصل فجأة الى الجزائر برفقة مدير الديوان الملكي السيد محمد رشدي شرايبي. ونقل الوفد المغربي رسالة من الملك محمد السادس الى الرئيس الجزائري. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تفسح الزيارة، في حال نجاحها، امام انعقاد قمة مغربية - جزائرية تمهد الطريق امام تفعيل الاتحاد المغاربي المتعثر. وأفادت مصادر مطلعة أن المحادثات التي استمرت حتى الليل تتناول تصوراً لمعالجة قضية الصحراء الغربية. وقالت ان بن عيسى يحمل مقترحات لتسوية هذه الأزمة. وأذيع في الجزائر ان اللقاء حضره السادة علي بن فليس رئيس الحكومة وعبدالعزيز بلخادم وزير الخارجية وعبداللطيف رحال المستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية وبوعلام بسايح سفير الجزائر في المغرب. وحضر من الجانب المغربي مدير الديوان الملكي السيد شرايبي وسفير المغرب في الجزائر. وقالت مصادر مطلعة أن زيارة بن عيسى رد على مضمون رسالة شفوية من الرئيس بوتفليقة نقلها قبل أسبوع السفير الجزائري الجديد في المغرب السيد بسايح وزير الخارجية السابق خلال تسلميه أوراق اعتماده إلى الملك. وصرح وزير الخارجية المغربي في مطار الجزائر، بأن زيارته "تدخل في إطار المشاورات المستمرة" مع نظيري الجزائري من أجل تنمية العلاقات. ولم يُحدد مضمون رسالة محمد السادس الى بوتفليقة. كذلك لم يؤكد هل سيحضر الدورة ال 12 للجنة الوزارية الدائمة للتعاون العربي - الإفريقي المقررة الأسبوع المقبل في الجزائر. وتعرف العلاقات الجزائرية - المغربية بعض التوتر بسبب قضية الصحراء الغربية والوضع على الحدود بين البلدين. وفي الرباط، رأت مصادر ديبلوماسية في الزيارة المفاجئة للوزير المغربي مؤشراً الى معاودة الحوار بين الجارين في شأن القضايا العالقة وفي مقدمها استمرار اغلاق الحدود البرية منذ صيف 1994 وتباين موقفهما من تطورات قضية الصحراء. وكان لافتاً ان بن عيسى زار الجزائر مع مدير الديوان الملكي، مما يحمل على الاعتقاد بأن الحوار الجديد بين البلدين "بدأ على مستوى القمة". لكن المصادر ذاتها ربطت بين توقيت هذا الحوار والزيارة التي قام بها للمغرب وزير الداخلية الفرنسي السابق جان بيار شوفينمان الذي دعا الى قيام تفاهم مغربي - جزائري يسبق الاتفاق على حل نزاع الصحراء في نطاق حكم ذاتي موسع. وسبق لوزير الخارجية المغربي ان زار واشنطن وباريس في الأيام الاخيرة في مهمات وصفت بأنها على علاقة بحشد الدعم الدولي لاقتراح بلاده اجراء حوار مع جبهة "بوليساريو" في نطاق سيادة المغرب على المحافظات الصحراوية. ورفضت "بوليساريو" في السابق عرض الحوار المغربي.