فاز الزعيم القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولس في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الشطر الجنوبي من الجزيرة امس. وحقق بابادوبولوس، مرشح اليمين الوسط الذي دعمه الحزب الشيوعي، تقدماً كبيراً على منافسه الرئيس المنتهية ولايته غلافكوس كليريديس الذي اعترف بهزيمته. وشكلت النتيجة مفاجأة، اذ توقع المراقبون ان يخوض المرشحان الرئيسيان دورة ثانية من الاقتراع في 23 من الشهر الجاري، بعد عجز اي منهما عن تحقيق نسبة الواحد والخمسين في المئة من الاصوات المطلوبة للفوز من الدورة الاولى. وبفوز بابادوبولوس، دخلت الخطة الدولية لتوحيد قبرص نفقاً مظلماً، اذ بات مستبعداً ان تتمكن الجاليتان اليونانية والتركية في الجزيرة من التوصل الى اتفاق حول الخطة بحلول 28 الشهر الجاري، وهو الموعد الذي حددته الاممالمتحدة لذلك بهدف اتاحت الفرصة ل"قبرص موحدة" بإبرام معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في قمة الاتحاد التي تعقد في اثينا خلال نيسان ابريل المقبل. ورأى مراقبون ان بابادوبولوس 69 عاماً يفتقر الى صفات عدة يتمتع بها كليريديس 83 عاماً المتابع لملف المفاوضات منذ زمن بعيد والذي كان يعول على صداقة قديمة تربطه بزعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش، لإعادة بناء الثقة المفقودة بين الجانبين. وكان بابادوبولوس المحامي والسياسي المخضرم ابدى معارضته لما تحويه خطة الاممالمتحدة من "مساواة" بين الجاليتين، اضافة الى ملاحظات اخرى على مسائل اعادة توطين المهجرين، ما يتطلب في نظره تعديلات جذرية في المسودة الدولية للحل. وتنفست القيادة القبرصية التركية الصعداء بعد فوز بابادوبولوس لأن ذلك يعفي دنكطاش من الاتهامات الموجهة اليه باعتباره "عائقاً امام اعادة التوحيد"، نظراً الى تحفظاته المعروفة عن الخطة الدولية. ويتوقع ان يصطدم الامين العام للامم المتحدة لدى وصوله الى الشطر القبرصي اليوناني في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري، بتحفظات جدية على خطته من جانب بابادوبولوس وفريق عمله، ما يهدد بتبديد اي امل في اعادة توحيد الجزيرة في المدى المنظور. ومعلوم ان الاتحاد الاوروبي اعلن انه سيوافق على انضمام الشطر اليوناني اليه اذا فشلت مفاوضات اعادة التوحيد بحلول آذار مارس المقبل، ما يعني بقاء قبرص التركية خارجه وارتباط مسألتها بالموقف الاوروبي من انضمام تركيا الذي يواجه صعوبات كبيرة.