اتهمت كوريا الشماليةالولاياتالمتحدة بالسعي الى خنقها من خلال خطط تهدف الى تعزيز القوات المتمركزة داخل وحول شبه الجزيرة الكورية، في اطار الحرب المحتملة على العراق، فيما وضعت الحكومة اليابانية خطة طارئة للتعامل مع اي اطلاق محتمل للصواريخ من جانب كوريا الشمالية. صورت بيونغيانغ خطط الطوارئ التي وضعتها الولاياتالمتحدة لزيادة القوات الاميركية في منطقة غرب المحيط الهادئ خلال اي حرب على العراق، على انها مؤشر الى هجوم وشيك على كوريا الشمالية. وبثت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية امس: "هذا الحشد العسكري يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، ان على رغم تظاهرهم الاميركيون بالسعي الى الحل السلمي للقضية النووية في شبه الجزيرة الكورية، فانهم يرغبون في خنق كوريا الشمالية". وأضافت الوكالة: "بمجرد ان يكشف الاستعماريون الاميركيون عن حرب جديدة في شبه الجزيرة الكورية، ستتحول سريعاً الى حرب نووية تعاني منها كوريا الشمالية والجنوبية"، وذلك في تكرار لتحذيرات صدرت في وقت سابق من "كوارث نووية" محتملة. وفي غضون ذلك، افادت صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية المرموقة امس، ان في ضوء القلق المتزايد ازاء الازمة الكورية، وضعت الحكومة اليابانية خطة طارئة للتعامل مع اي اطلاق محتمل للصواريخ من جانب كوريا الشمالية. ومعلوم ان كوريا الشمالية صدمت العالم عام 1998 باجرائها تجربة صاروخية، مر خلالها صاروخ فوق جزيرة هونشو الرئيسية في اليابان. وقالت كوريا بعد ذلك انها ستوقف التجارب الصاروخية الا انها تراجعت عن قرارها اخيراً. وأضافت الصحيفة ان خطة الحكومة تتضمن تعبئة الجيش بعد اي اطلاق صاروخي من جانب كوريا الشمالية، اذا تلاه اي مؤشر الى قيامها بمزيد من التجارب الصاروخية. وبحسب الخطة، فان قواعد كوريا الشمالية الصاروخية ستخضع للمراقبة باستخدام اقمار اصطناعية اميركية للتجسس ووسائل اخرى، واي اشارة على اطلاق وشيك للصواريخ سيدفع طوكيو الى مطالبة بيونغيانغ بالغاء خططها مع تحذير اليابانيين ومطالبتهم بالاستعداد. وأضافت الصحيفة انه اذا حدث اطلاق صاروخي فستدرس الحكومة آنذاك عقوبات، لم تحددها الخطة، ضد كوريا الشمالية. وكان التوتر تصاعد في شبه الجزيرة الكورية منذ ان قال مسؤولون اميركيون في تشرين الاول اكتوبر الماضي ان كوريا الشمالية اعترفت بتخصيب اليورانيوم في انتهاك لاتفاق عام 1994. وتطورت الازمة عندما انسحبت بيونغيانغ من معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية في كانون الثاني يناير الماضي. وكان قائد القوات الاميركية في منطقة المحيط الهادئ طلب من وزارة الدفاع بنتاغون مزيداً من القوات والطائرات والسفن الحربية لردع اي "مغامرة" قد تقوم بها كوريا الشمالية في حال خوض الولاياتالمتحدة حرباً مع العراق. وقال الرئيس الاميركي جورج بوش يوم الجمعة الماضي، انه يريد استخدام الديبلوماسية لحل الازمة مع بيونغيانغ، الا انه لم يستبعد خيارات اخرى.