هددت كوريا الشمالية بضرب المنشآت النووية لليابان، ووجهت منصة او منصتين لاطلاق صواريخ «موسودان» المتوسطة المدى نحو السماء، ما يمكن ان يشير الى عملية اطلاق وشيكة. لكن لهجة التهديد لم تركز، بخلاف الايام الأخيرة، على احتمال اندلاع حرب وشيكة، ما عكس انشغال الدولة الشيوعية في استقبال زوار سيشاركون الاثنين في الاحتفال بذكرى ميلاد مؤسسها كيم ايل سونغ، من دون ان يمنع ذلك تحذير واشنطن من ضرورة توقف بيونغيانغ عن «الاستفزازات»، والعدول عن عملية اطلاق صاروخ او أكثر، من اجل تجنب تأجيج التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وكتبت صحيفة «رودونغ» التابعة لحزب «العمال» الحاكم في كوريا الشمالية، «ان اراضي اليابان لن تستطيع تجنب ضرباتنا الانتقامية في حرب حديثة ستجعلها تتعرض لكارثة نووية جسيمة لا تقارن بتفجيري هيروشيما وناغازاكي النوويين في اربعينات القرن العشرين». وتابعت الصحيفة: «في الحرب الماضية ضد كوريا الشمالية، لم نملك قدرات شن هجوم انتقامي على القواعد اليابانية الغازية، لكن جيشنا الشعبي الآن جاهز لضرب اليابان، والقواعد الأميركية الغازية في آسيا والمحيط الهادئ». ورصدت الاقمار الاصطناعية التابعة لوزارة الدفاع اليابانية، توجيه كوريا الشمالية صواريخ «موسودان» نحو السماء، فيما تحدثت مصادر كورية جنوبية عن تحريك الشمال صواريخ على ساحله الشرقي، عبر اخراجها من مخابئها ثم اعادتها اليها، في محاولة للتشويش على المراقبة الاستخباراتية التي جرى رفعها من مستوى 3 الى 2، ما يشير الى «تهديد حيوي». ولم تستبعد هذه المصادر محاولة الشمال «إرهاق» المسؤولين الكوريين الجنوبيين والأميركيين، من اجل اعاقة جهودهم لالتقاط الصاروخ فور اطلاقه، علماً ان وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، أكدت امس قدرتها على اعتراض أي صاروخ تطلقه كوريا الشمالية، باستخدام صواريخ «باتريوت». سيول ومجمع «كايسونغ» ورغم حال التأهب العالي للقوات الأميركية والكورية الجنوبية، لم تشهد سيول اي مظاهر للذعر، وتجاهلت الأسواق المالية اخطار الصراع، إذ حققت البورصة أرباحاً لليوم الثالث. والتقت الرئيسة الكورية الجنوبية باك جون هاي رجال أعمال أجانب، وطمأنتهم الى ان البلد في أمان ويتعاون مع الولاياتالمتحدة والصين، الدولة الداعمة الرئيسة لكوريا الشمالية. لكن ذلك لم يمنع تايوان من ان تصبح أول دولة تحذر رعاياها من السفر الى كوريا الجنوبية، بعدما طلب الشمال الأجانب بمغادرة الجنوب الذي استمرت فنادق في حال انتعاش على صعيد الإشغالات. في المقابل، حمّلت كوريا الشمالية الرئيسة الكورية باك مسؤولية ازمة مجمع «كايسونغ» الصناعي الذي سحبت بيونغيانغ موظفيها منه. وهددت بأنه «إذا تابعت سيول المواجهة، فلن يظل المجمع موجوداً». وقال الناطق باسم الادارة العامة لمناطق التنمية الخاصة التي تشرف على مجمع «كايسونغ» إن «سلطة الدمية وجماعة أنصار الحرب في كوريا الجنوبية تسخر من اجراءاتنا المهمة، بدلاً من الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها ضد شعبنا». وانتقد الناطق الرئيسة باك قائلاً: «زعمت صاحبة القصر الرئاسي أننا أوقفنا نشاط مجمع كيسونغ الذي كان يسير بطريقة سلسة، واننا انتهكنا القوانين الدولية، وطالبتنا باتخاذ قرار صحيح»، لكننا نرى ان تصرفاتها وقحة، مثل مهاجمة لص صاحب دار، علماً ان المجمع هو ذروة حب الجنرال كيم يونغ ايل الذي لا حدود له ولشعبه وأخوانه»، في اشارة الى الزعيم الكوري الشمالي الراحل. وأضاف: «على جماعة الدمية الانتباه الى تحذيرنا، لأن إجراءنا قرار موقت، أما ما سيحدث بعد ذلك فسيعتمد على تصرفات سيول». في غضون ذلك، دعت الصين كل الأطراف الى التحرك لإحداث «تحول» في وضع شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها هونغ لي: «بذلت بكين جهوداً كبيرة في هذا الاطار، وستواصل ذلك. وزاد: «نعتقد بأنه رغم التغيرات في الوضع، يجب ان نتمسك بحل القضية النووية الكورية الشمالية بالحوار والتشاور، والدفع لتحسين العلاقات بين الأطراف المعنية، والتركيز على الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية».