سخرت بيونغيانغ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي وصفته أنه «فاقد للإدراك»، وواصلت التصعيد رداً على توعده بمواجهة برامجها النووية والباليستية ب «النار والغضب» عبر عرض خطة مفصلة لإطلاق دفعة صواريخ على جزيرة غوام في المحيط الهادئ، والتي تبعد مسافة 3500 كيلومتر من كوريا الشمالية. وقال قائد القوات البالستية الكورية الشمالية الجنرال راك جيوم: «تصريحات الرئيس الأميركي كلام هباء، وإجراء حوار صحيح مع شخص فاقد للإدراك أمر غير ممكن، إذ لا تنفع إلا القوة المطلقة معه». وأكد أن الجيش الكوري الشمالي سيضع بحلول منتصف الشهر الجاري اللمسات الأخيرة لخطة إطلاقه أربعة صواريخ دفعة واحدة على غوام والتي ستعبر فوق مناطق شيمان وهيروشيما وكويشي اليابانية، وسيطرحها على الزعيم كيم جونغ اون للموافقة عليها. وأوضح أن الصواريخ «ستحلق مدة 17 دقيقة و45 ثانية على مسافة 3356.7 كيلومتراً، وتسقط في البحر على مسافة 30 أو 40 كيلومتراً من غوام»، خارج المياه الإقليمية الأميركية، ما يعني ان الإطلاق «سيكون مطابقاً للقانون الدولي»، علماً ان الجزيرة تؤوي منشآت أميركية إستراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات تشارك دائماً في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية ومناطق مجاورة، ما يُغضب بيونغيانغ. والأربعاء نزل آلاف من الكوريين الشماليين رافعين قبضاتهم في شوارع بيونغيانغ، في تظاهرات لدعم النظام نظمتها السلطات. وكتب على لافتة خلال احدى التظاهرات: «عشرة ملايين قلب تخفق بوعد الدفاع عن الأرض الأم حتى الموت». وفيما تذكّر الأزمة الحالية بأخرى وقعت خلال الحرب الباردة في الثمانينات من القرن العشرين، حين أطلق الاتحاد السوفياتي صواريخ غير مجهزة برؤوس سقطت في المحيط الهادئ على مسافة ألف كيلومتر من هاواي، يرى المحللون أنه في حال إطلاق صواريخ على غوام، ستجد واشنطن نفسها في موقع دقيق، فإذا لم تحاول اعتراضها ستتضرر صدقيتها وتسمح بيونغيانغ بالمضي قدماً في اختبار صاروخ بالستي حقيقي عابر للقارات. اما إذا حاولت اعتراض قصف من كوريا الشمالية باستخدام درع «ثاد» المضادة للصواريخ، من دون ان تنجح ستكون فاعلية الأنظمة الدفاعية الأميركية موضع تشكيك. وكان لافتاً اعلان وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا انه سيُسمح قانونياً لقوات بلاده باعتراض صاروخ كوري شمالي متجه صوب غوام في المحيط الهادئ إذا ارتأت أنه يشكل خطراً على وجودها، علماً ان طوكيو تعهدت سابقاً بإسقاط صواريخ كورية شمالية تهدد اراضيها. وأكد يوشيهيدي سوغا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، ان بلاده ستواصل التعاون مع الولاياتالمتحدة من اجل اتخاذ خطوات مُحددة لتعزيز أنظمة الدفاع في مواجهة تنامي تهديد كوريا الشمالية. وأجرى سلاح الجو الياباني أخيراً مناورات جوية مشتركة مع قاذفات أميركية أسرع من الصوت في محيط جزيرة كيوشو جنوباليابان قرب شبه الجزيرة الكورية. وأشار سوغا إلى أن محادثات بين وزيري خارجية اليابانوالولاياتالمتحدة مقررة في واشنطن الأسبوع المقبل، ستناقش وجود قوة رادعة لبيونغيانغ ضمن تحالف بين البلدين، مؤكداً استعداد الحكومة لإجلاء مواطنيها في حال شن هجوم على بلد أجنبي أو غوام التي اعتاد السياح اليابانيون زيارتها. وشدد سوغا على ان الحكومة اليابانية «باتت لا تستطيع التسامح مع استفزازات كوريا الشمالية للمنطقة وأمن المجتمع الدولي، ونحضها على الأخذ في الاعتبار التحذيرات القوية والتوبيخات التي تكررت بجدية، والتزام سلسلة قرارات الأممالمتحدة، والامتناع عن تنفيذ اعمال استفزازية اخرى». الى ذلك، اكد الجيش الكوري الجنوبي ان تهديد بيونغيانغ بضرب غوام يشكل تحدياً لكوريا الجنوبية وتحالفها مع الولاياتالمتحدة. وقال الناطق باسمه روه جاي تشيون: «اننا مستعدون للتحرك فوراً لدى حصول أي استفزاز»، مستدركاً ان الجيش لم يرصد أي تحرك غير عادي في الشمال. ويعتقد الجيش الكوري الجنوبي بأن كوريا الشمالية بلغت مستوى متقدماً في عملها لتصغير الرؤوس النووية، لكن يصعب توقع موعد تركيب هذه الرؤوس على صواريخ باليستية.