شهر أكتوبر الذي نعيش أيامه أقل ما يقال عنه إنه شهر (الطرب)؛ عدد من نجوم الأغنية في الوطن العربي طرحوا نتاجهم الموسيقي تباعا في هذا الشهر. تميزت الألبومات بوجود (التكتلات) الفنية بين بعض الأسماء الشعرية والملحنين، وحاول كل فنان إضفاء روح خاصة على ألبومه، خصوصا أن الجمهور عانى الانتظار الطويل مع نجومه، ولن يرضى بأعمال تتأرجح بين (الأبيض والأسود). رصدنا في هذا التقرير مجموعة من الألبومات التي كانت حديث الجمهور في الأيام القريبة الماضية.. جمهور الساهر في (المحكمة) يعرف الساهر من أين تؤكل (الأغنيات). تخوف جمهوره في البداية من تنازله بأغنية (وعدتك) للفنانة ماجدة الرومي، وزاد خوفهم بعد تغيير موعد نزول الألبوم أكثر من مرة، إلا أن مستوى ألبوم (الرسم بالكلمات) كان مُرضيا جدا لجمهور (القيصر)، ومن خلال جولة على المواقع الإلكترونية المهتمة بطرب الساهر يلاحظ القارئ تتابع عبارات الثناء على الألبوم، الذي اتسم بروح الساهر في التعامل مع المفردة الغنائية التي تخصه وحده، ولا تصلح لغيره. وميز الألبوم بعض الاختيارات الغريبة مثل أغنية (الجريدة) التي بقدر ما حملت من الغرابة، إلا أنها حملت حسا جماليا صاغه الأمير بدر بن عبدالمحسن وألحان محمد شفيق، أيضا أغنية (المحكمة) جمعت بين الدراما والأغنية لما حملت الأغنية في طياتها من حوار بين القاضي والمتهم. لا يختلف اثنان على أن ثقافة الساهر الموسيقية تجلت بوضوح في (الرسم بالكلمات)، ونجح فنان ملحمة (جلجامش) في ترسيخ مفهومه في الساحة الفنية بأنه الفنان الأكثر هدوءا في الإعلام، والأكثر صخبا في ألبوماته. (قلب نبيل) يستحوذ على الجمهور بالرغم من أن الفنان نبيل شعيل لم يضم عددا كبيرا من الأغاني في ألبومه الأخير (يا قلب 2009)، وحافظ على نهجه في آخر ألبومين من ناحية العدد، إلا أن الألبوم حقق نجاحا غير متوقع، من خلال عدد من الأغاني، منها أغنية الألبوم (يا قلب وش فيك) من كلمات مساعد الشمراني وألحان فيصل الراشد، واستطاعت هذه الأغنية الحضور بقوة من خلال الإذاعات، وكذلك أغنيتا (هدهدة) و(بعد إذنك)، والأخيرة صورها أخيرا في تركيا مع المخرج جميل المغازي، وهي من كلمات سعود البابطين وألحان ماجد المخيني، وسيصوّر أيضا أغنية (هدهدة) مع المخرجة نهلة الفهد والأغنية من كلمات خالد المطيري وألحان ماجد المخيني. ونستطيع أن نقول إن الخبرة من ناحية الأسماء الموجودة في الألبوم ومغامرة نبيل بطرح سبع أغان فقط هما سر الأصداء الجيدة للألبوم إلى الآن. الفارس (شي ثاني) بعد غياب السنوات الثلاث الماضية عاد الفنان راشد الفارس بألبوم (شي ثاني). والمستمع للألبوم يجد أنه (مثقف فنيا) من خلال الألحان والتوزيع؛ نظرا إلى لمسات عدد من الأسماء الناجحة في الوسط على مستوى الألحان مثل (سهم) الذي كان له نصيب الأسد (سبع أغان)، وياسر بوعلي، إضافة إلى الملحن ناصر الصالح في أغنيتين. وحتى على مستوى الكلمة حظي بدعم من الشاعر (ساري) وعبدالله بو دلة وأحمد الجوفي وعبدالرحمن الحوتان. ألبوم (الفارس) جاء في وقت يعيش فيه الفنانون السعوديون راحة، ولم ينزل أي ألبوم سعودي، وآثر من خلال (15) أغنية الحرص على مبدأ التنويع، والاستحواذ على أذواق أكبر قدر من الجمهور. الألبوم نجح وحقق أصداء كبيرة، وواصل من خلاله الفارس السير بخطى ثابتة في الساحة الفنية كأحد الأسماء الشابة التي لفتت الأنظار من أول ألبوم. المهندس وروح فنان العرب استطاع الفنان ماجد المهندس لفت الأنظار إلى ألبوم (اذكريني) منذ اللحظة الأولى التي تأكد فيها تعاونه مع (فنان العرب) محمد عبده، الذي يعتبر مجرد حضور اسمه إضافة إلى الألبوم، وهذه خطوة ذكية من المهندس استغلها في أغنية الألبوم، وحققت نجاحا كبيرا. جمع النجم العراقي في ألبومه بين الأغنية العراقية والخليجية والمصرية، وحضرت أسماء كبيرة في ألبومه مثل الملحن صلاح الشرنوبي والفنان سعدون جابر.. وبلا شك أن هذا الحضور دعم موقف الألبوم، واستحوذ الشاعر (ساري) على (خمس أغان)، وكانت له البصمة الكبيرة في الألبوم، فيما تجدد (الدويتو) بين كلمات تركي وألحان طارق محمد في أغنية (ماصدقت).