أكد الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر في خطبة الجمعة أمس براءته من الضلوع في المواجهات المسلحة الاخيرة التي وقعت في مدينة كربلاء واوقعت قتيلا، على الاقل، واتهم الولاياتالمتحدة باستغلال هذه الاحداث لتشويه سمعته. وقال في خطبته امام الاف المصلين في مسجد الكوفة "أنا من هنا اعلن براءتي من كل الاعمال الدموية واعمال العنف ضد اي طرف من الاطراف ولا بد من رفع عنوان المقاومة السلمية واللاعنف". واوضح ان "صبرنا على الحرب والتشريد ليس خوفاً ولا جبناً بل صبرا وايماناً تطبيقاً للحكمة التي تقول كن مظلوماً ولا تكن ظالماً". وانتقد الاحداث الاخيرة في كربلاء، وقال اننا "نشجب الاعمال الخبيثة كاعتقال بعض الاعضاء غير الموجودين في الحادث مطلقا وقطع الاتصالات الهاتفية ووضع نقاط التفتيش". واعتبر ان "اميركا اتخذت من هذه الفتنة احداث كربلاء الاخيرة حرباً ضدي وتحاول تشويه سمعة جيش المهدي وخصوصا بعد اعلاني الدولة التي لا تفرق بين طائفة واخرى". وكان تم اعتقال 38 شخصا من مناصري الصدر ليل الاثنين الثلثاء الماضي خلال عملية نفذتها القوات الاميركية واستهدفت مسجدا في كربلاء. وحاول انصار الصدر خلال ليل 13 14 تشرين الاول اكتوبر السيطرة على ضريحي الحسين والعباس في كربلاء غير ان انصار آية الله علي السيستاني منعوهم من ذلك. واعقبت ذلك مواجهات مسلحة اوقعت قتيلا واحدا على الاقل. واعتبر الصدر ان ما يحصل هو "بسبب اعلاني قيام دولة، وكان يجب اخباري للتنازل عنها من دون ازعاج الشعب العراقي المظلوم". واضاف ان "صبرنا على الاحتلال والاستبداد وقمع المتظاهرين والاعتداء على رجالنا وراياتنا ومدننا ومقدساتنا ليس الا ليكون المنتقم منكم هو الله والله خير المنتقمين واشد المنتقمين، وخير دليل على ذلك ما حصل للاميركيين من اعصار وانقطاع الكهرباء وغيرها". وتابع الصدر مخاطبا قوات التحالف "نحن لا نريد منكم الا خيرا وان بسطتم ايديكم لقتلنا فنحن لا نريد لجنودكم الا خيرا، وهاهم ينسحبون ويقومون بالهروب والرجوع الى بلادهم واهلهم فهم محرومون من اطفالهم وهذه ابسط حقوقهم، وواجبنا الدفاع عن كل مظلوم ومستضعف وليس عن العراقيين فقط"، في اشارة الى أخذ بعض الجنود الاميركيين اجازات للعودة الى الولاياتالمتحدة. ونفى الصدر ان يكون هناك اي صراع بين المراجع الدينية، وقال انه "ليس هناك اي حرب بين الشيعة والشيعة كما تسميها القنوات الفضائية العربية الكاذبة على رغم انها عربية، بل انها حرب بين الحق والباطل وقوات الاحتلال كانت تساند المهاجمين بالعتاد والسلاح والحصار". ودعا الى "اخلاء مدينة كربلاء المقدسة من جميع انواع الاسلحة باشراف الحوزة العلمية من أجل المصلحة العامة وليس للمصلحة الخاصة". الى ذلك، أعلن الشيخ مثال الحسناوي أمس ان القوات الاميركية أفرجت عن 15 من مناصري الصدر كانوا أوقفوا هذا الاسبوع. وقال انه "تم الافراج عن 15 من 38 معتقلا. سنلتقي هذا المساء البولنديين والاميركيين للحصول على الافراج عن آخرين وبينهم المشايخ الثلاثة كاظم الناصري ممثل مقتدى الصدر في كربلاء، وحمزة الطائي واكرم الكعبي". واضاف ان تظاهرة ستنظم السبت في حال عدم الاستماع الى هذه المطالب.