غداً مساء تفتتح الدورة الثالثة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي فعالياتها. وهكذا يعود الى واجهة الاحداث الفتية في سورية هذا المهرجان الذي يقام مرّة كل عامين. واذا كان ثمة جديد في دورة هذا العام، فإن أبرزه تحوّل المهرجان من مهرجان عربي - آسيوي، كما كانت حاله منذ دورته الأولى، الى مهرجان دولي يعرض أفلامه، في المسابقة وخارجها، آتية من بلدان كثيرة من العالم، وبخاصة من أوروبا. وقد حرص مسؤولو المهرجان على ان تكون دورته الجديدة متميزة عما سبقها فارتفع عدد التظاهرات والأفلام والضيوف وحتى عدد الكتب التي توزع على هامش فعاليات المهرجان... الا ان صالات العرض بقيت على حالها تعاني من نواقص لا يمكن حصرها، وبالطبع بقيت الاعذار التي تعوق تطوير الصالات نفسها وهي تعدد الجهات المعنية وزارة الثقافة، الاقتصاد، المالية، المحافظة، وربما وزارة البيئة، ووزارة الصحة. وعلى رغم استحالة فصل السياسة عن الثقافة والفن والسينما، فقد أصر مديرالمهرجان محمد الأحمد على الفصل، منوهاً بأن مهرجان دمشق لهذا العام "ليست له علاقة بالسياسة"، وأخذ في لقاء مع الصحافيين على مدير مهرجان القاهرة، عدم عرضه الافلام الأميركية في الدورة الأخيرة للمهرجان القاهري، معتبراً ان المهرجان هو المكان الذي يجب ان تتلاقح فيه كل الاتجاهات والأفكار. وقال: "لا يجب عزل أنفسنا عن الاحتكاك بالأعمال التي لا تعجبنا". واعتبر الأحمد رفض مدير مهرجان القاهرة عرض الأفلام الأميركية موقفاً لا يشكر عليه وقال: "من الذي اعترض على حرب الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق... هم السينمائيون، والكتّاب، والممثلون". واستشهد بمايكل مور الذي انتقد بوش بجرأة كبيرة، مشيراً الى انه تمت دعوته الى التكريم في مهرجان دمشق السينمائي الا انه لم يرسل اي إجابة حتى الآن. أما في ما يتعلق بالمسابقة الرسمية للأفلام الطويلة فقد أكد الأحمد ان مهرجان هذا العام يتضمن 26 فيلماً منها فيلمان سوريان "ما يطلبه المستمعون" و"رؤى حالمة"، وفيلمان مصريان "سهر الليالي" و"فيلم هندي"، ومن المغرب "ألف شهر وشهر" ومن تونس "صندوق عجب" وأفلام من الصين واليابان والسنغال وفرنسا وألمانيا وتركيا وايران. بلغ عدد الأفلام القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية 35 فيلماً قصيراً من دول مختلفة، فمن سورية سبعة افلام هي: "متر مربع" لوليد حريب، "الأطفال ليسوا دائماً حمقى"، لأنطوانيت عازارية، "القناع" لبسام حسين"، "ورد وشوك" لغسان شميط، "سفر الأجنحة" لثائر موسى، و"زائر المساء" لميساء عبدالله، "الفرح" لنضال حسن إضافة الى أفلام من تونس، والمغرب، ومصر، ولبنان وألمانيا والنروج.. كما تحتفل الدورة باليوبيل الماسي للسينما السورية ومرور أربعين عاماً على إحداث المؤسسة العامة للسينما. ولهذا المناسبة سيتم عرض أربعين فيلماً تمثل مختلف قطاعات الانتاج السوري والعام الى الخاص والمشترك، كما سيتم الاحتفاء بشخصيات سينمائية في حقول التمثيل والتصوير والنقد ومديري المؤسسة العامة للسينما كما سيقام معرض للمعدات التقنية القديمة التي استعملها رواد السينما الأوائل. وهناك لجنتان للأفلام الطويلة والقصيرة. ولمناسبة اعتبار عام 2003 عام المرأة السينمائية رأت ادارة المهرجان ان تكون لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة مكونة من السيدات فقط وهن حتى كتابة هذه السطور: المخرجة التونسية مفيدة التلالتلي، المخرجة السنغالية دويت، المخرجة الهولندية سونيا هيرمان، والممثلة المصرية إلهام شاهين، المخرجة البلجيكية ماريون هينثل، مديرة مهرجان لندن لسنوات طويلة السيدة ويتكر، ومن سورية السيدة نهلة كامل والممثلة سلمى المصري، ومن ايران نيكي كريمي، في حين اعتذرت المخرجة المغربية فريدة بن يزيد بسبب عملية جراحية في عينها. وبالنسبة الى لجنة الافلام القصيرة فهي لم تقتصر على النساء، بل شملت الرجال ايضاً ومنهم الكاتب الفلسطيني حسن سامي يوسف، المخرج السوري بلال الصابوني، والمخرج التونسي فهمي الخراط وهو أمين عام مهرجان قرطاج السينمائى، كما سيوزع نحو 25 كتاباً سينمائياً ضمن سلسلة "الفن السابع". ويضم مهرجان دمشق السينمائي هذا العام نحو 450 فيلماً روائياً طويلاً، منها تظاهرة السينما الجزائرية وتضم 18 فيلماً، السينما الهندية ماضياً وحاضراً 32 فيلماً، السينما الألمانية الصامتة 13 فيلماً تكريم المخرج الأرمني الراحل بارادجانوف راجع مكان آخر في هذه الصفحة، سينما المرأة 42 فيلماً، السينما والطفولة 11 فيلماً، تاريخ السينما الفرنسية 40 فيلماً، مهرجان المهرجان 20 فيلماً، السينما المصرية 7 أفلام، الأفلام الحائزة على السعفة الذهبية لمهرجان كان 21 فيلماً تكريم الفريد هيتشكوك 16 فيلماً، ومختارات من السينما الايطالية 21 فيلماً، وتكريم المخرج الراحل حسين كامل 7 أفلام. ومن المقرر كما أكد محمد الأحمد ل"الحياة" ان يكون الافتتاح العرض العربي الأول لفيلم "العودة" الروسي، وهو حائز "الأسد الذهبي" في مهرجان فينيسيا الأخير، اما فيلم الاختتام فسيكون الفيلم الفرنسي "فانفان لا توليب" الذي اختارته ادارة مهرجان "كان" ليكون فيلم الافتتاح. وقال الأحمد ان 43 دولة ستشارك أما المكرمون فهم: المخرج مايكل كابويانس من اليونان، النجمة فاليريا من ايطاليا، نبيلة عبيد من مصر، وأسعد فضة من سورية. كما سيتم تكريم المديرين السابقين لمؤسسة السينما منهم تحسين علمة، مروان حداد، محمد شاهين وعدد من الشخصيات السينمائية والممثل نادر أتاسي والمخرج خالد حمادي والناقد سعيد مراد والممثلة منى واصف، والممثل محمد خير حلواني ومدير التصوير محمد الرواس والمونتير مروان عكاوي.