لندن، انقرة - أ ف ب - انتقد جون بولتون الخبير الاميركي في الشؤون الامنية المقرب من الرئيس المنتخب جورج بوش بشدة قوة الدفاع الاوروبية المزمع انشاؤها، واصفاً إياها بانها "طعنة موجهة الى قلب حلف شمال الاطلسي". وقال في حديث الى صحيفة "صنداي تايمز" امس، انه يجب اعادة النظر في العلاقات بين اميركا وبريطانيا في اطار هذا الجيش الاوروبي. وأوضح بولتون الذي يعتبر معاوناً محتملاً لوزير الخارجية الاميركي الجديد كولين باول: "علينا ان نطرح عليهم البريطانيون السؤال بوضوح: هل انتم معنا او معهم الاوروبيون؟". واكد ان مستشاري بوش اوصوه بمعارضة قوة الدفاع الاوروبية والتهديد الذي قد تمثله للحلف الاطلسي وللعلاقة الخاصة بين الولاياتالمتحدة وبريطانيا. كما اشارت الصحيفة الى ان جون كيل السيناتور عن ولاية اريزونا وصديق بوش، اعتبر انه "لا يمكن لهذه القوة الاوروبية ان تؤمن استمراريتها خارج اطار الحلف الاطلسي". وجاء ذلك على رغم ان الرئيس الاميركي المنتخب كان ابدى تأييده لاضطلاع الاوروبيين بدور حفظ السلام في قارتهم، ما يدفع الى الاعتقاد ان الادارة الاميركية الجديدة لا تزال تتمسك بضرورة اشراف الاطلسي على العمليات في العالم، من دون اشتراك الجنود الاميركيين فيها. وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اكدت في بروكسيل يوم الجمعة الماضي، على دعم واشنطن "الاكيد" لانشاء قوة اوروبية للتدخل السريع "لتنفيذ عمليات طارئة حيث يقرر الحلف الاطلسي عدم التدخل". ثم حذرت في بودابست من اي "ازدواجية" بين قوات حلف شمال الاطلسي ومبادرات الاتحاد الاوروبي في مجال الدفاع. وقبل ترشيحه لمنصب وزير الخارجية خلفاً لاولبرايت، اكد باول انه "سيعاد النظر" الشهر المقبل، في نشر قوات اميركية في العالم "للتحقق من ان هذه العمليات مناسبة". وتمت المصادقة على تشكيل هذه القوة خلال القمة الاوروبية الاخيرة في نيس. لكنها تحتاج الى عتاد لوجيستي غير متوافر الا لدى الاطلسي. ولم يتوصل الحلف في ختام اجتماعاته في بروكسيل، الى اتفاق حول علاقاته مع الاتحاد الاوروبي في المجال الدفاعي بسبب معارضة تركيا. وبرر وزير الخارجية التركي اسماعيل جيم الفيتو الذي وضعته بلاده على اتفاق بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي في هذا المجال، معتبراً ان الامر يتعلق بالمصالح القومية التركية. وقال بعد يومين من اجتماعات وزراء خارجية الحلف الاطلسي التي شارك فيها في بروكسيل، ان "اي سياسة تعطي الاولوية لمصالح تركيا ليست معادية في اي حال من الاحوال للاتحاد الاوروبي والحلف الاطلسي". ورفضت انقرة العضو في الحلف الاطلسي منذ عام 1952 والمرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، الموافقة على السماح للاتحاد الاوروبي بالاطلاع بشكل "مضمون ودائم" على الخطط العملانية للحلف الاطلسي، بل ان يبحث الامر في كل حال على حدة. وعلق جيم: "لا ينتظر منا احد موقفاً يتعارض مع مصالحنا. هذا امر غير ممكن". واوضح: "نريد ان تكون العلاقات بين الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي في اطار هيكلية تحمي مصالح تركيا".