دخلت المانيا في جدل مع الولاياتالمتحدة امس، في ضوء انتقاد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد خطط الاتحاد الأوروبي لانتهاج سياسة دفاعية مستقلة عن حلف شمال الأطلسي، في حين اعتبر الامين العام للحلف جورج روبرتسون ان على الاتحاد الا يعمد الى منافسة الحلف عسكرياً. ورفض وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك امس، الاعتراضات الأميركية الموجهة على لسان وزير الدفاع الأميركي رونالد رامسفيلد. وقال قبيل مشاركته في اجتماعات الخريف في بروكسيل مع نظرائه وزراء الدفاع في حلف الاطلسي ان الخطط الأوروبية "تهدف الى تعزيز قوة الجزء الأوروبي من الأطلسي"، مضيفاً ان هذا الأمر "هو، ويجب ان يكون، في مصلحة الأصدقاء الأميركيين". وزاد ان الاتحاد الأوروبي "لا يخطط للتنافس مع الاطلسي بل لإكمال دوره". وفي الوقت نفسه، رأى روبرتسون انه يجدر بالاتحاد الاوروبي الا يعمد الى منافسة الحلف. وقال في مؤتمر صحافي في بروكسيل: "من دون شك يجب التشديد على ضرورة الا يكون هناك ازدواج او تنافس بين المنظمتين اللتين لديهما كل شيء اكثر مما ينبغي"، مشيراً الى ان خطط الدفاع الاوروبية لم تحظ بقدر كبير من المناقشات بين وزراء الدفاع خلال اجتماعهم في مقر الاطلسي امس. وكان رامسفيلد اعرب لدى وصوله الى بروكسيل مساء اول من امس، عن "تشاؤمه" من خطط الاتحاد الأوروبي، قائلاً ان الحلف "قدم في الماضي مساهمة بارزة لحفظ السلام في العالم". وأضاف: "يتوجب ان تكون هناك اسباب جيدة لتعريض هذه المؤسسات الى الخطر، ولكنني اعتقد بعدم وجود اي مبرر لإقامة شيء آخر يتنافس مع الناتو". وجاء كلام رامسفيلد في معرض الرد على اقتراحات ألمانياوفرنساوبريطانيا الأخيرة الهادفة الى تعزيز قدرات الاتحاد الأوروبي الدفاعية. وتسعى هذه الاقتراحات الى تضمين الدستور الأوروبي امكان تشكيل اتحاد دفاعي اوروبي، الامر الذي يسمح لقسم من الدول الاوروبية بتنسيق سياستها العسكرية وصناعة التسلح لديها. وكانت واشنطن نظرت باستمرار في السنوات الماضية بعدم رضى وتشكيك، الى سعي فرنساوألمانيا ودول اوروبية اخرى الى إنشاء هيكليات دفاعية خاصة بالاتحاد الأوروبي بموازاة الحلف الاطلسي وباستقلالية عنه. وتوصل الاجتماع الأخير الذي عقده وزراء خارجية الاتحاد في بروكسيل الأسبوع الماضي، الى الاتفاق على إقامة هذه السياسة الدفاعية بمشاركة بريطانيا ايضاً التي عادت ووافقت على الأمر بعد مرحلة تردد. ومهدت لهذا الاتفاق القمة الثلاثية التي عقدت في برلين قبل شهرين تقريباً وضمت المستشار غيرهارد شرودر والرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. واتفقت الدول الثلاث من حيث المبدأ على تأسيس "خلية تخطيط" اوروبية للعمليات العسكرية من دون مساعدة من الاطلسي، وستكون الخلية بمثابة مقر رئيس، إنما من دون اطلاق هذه التسمية بسبب اعتراضات واشنطن التي تعتبر ان ذلك سيخلق منافسة واضحة للمقر الرئيس للحلف.