قتل شاب فلسطيني وجرح ثلاثون آخرون برصاص حي أو مطاطي اسرائيلي في مواجهات في نابلس في الضفة الغربية، فيما خرج آلاف الفلسطينيين الى شوارع مدينة قلقيلية في اكبر تظاهرة مناهضة للجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في عمق الاراضي الفلسطينية. واصيب رائد ريان 17 عاماً، أحد سكان مخيم بلاطة للاجئين، قرب نابلس شمال الضفة، برصاصة قاتلة في الرأس خلال المواجهات التي جرت في البلدة القديمة. ويرتفع الى 3681 عدد الذين قتلوا منذ بداية الانتفاضة في نهاية ايلول سبتمبر 2000، بينهم 2755 فلسطينياً و860 اسرائيلياً. يذكر ان الجيش الاسرائيلي يقوم بعملية منذ الجمعة في بلاطة ونابلس لاعتقال ناشطين فلسطينيين يجري البحث عنهم على اساس معلومات تتحدث عن احتمال وقوع عمليات. وفي قلقيلية، سار أكثر من عشرة آلاف متظاهر يحملون الاعلام الفلسطينية بمحاذاة جدار الفصل. واندلعت مواجهات بين المتظاهرين الذين رشقوا بالحجارة الجنود الاسرائيليين الذين اصطفوا عند الجدار الذي يطوق المدينة. وقالت مصادر طبية في المدينة ان 13 متظاهراً اصيبوا بحال اختناق، اثر استنشاق غاز قنابل مسيلة للدموع. واطلق الفلسطينيون نداء لجعل 27 كانون الاول ديسمبر يوماً وطنياً لمناهضة جدار إسرائيل الذي يصفونه ب"العنصري والفاصل". ويلتف الجدارحول قلقيلية تاركاً ثغرة ضيقة كمدخل للمدينة وضع عليه بوابة يتحكم فيها الجنود الاسرائيليون. ويقطن المدينة أكثر من 43 ألف نسمة، وهي من اكثر المدن الفلسطينية ثراء بالموارد الزراعية والمائية. ويقول اتحاد المزارعين الفلسطينيين ان اسرائيل ضمت 32 في المئة من آبار قلقيلية الارتوازية، واقتلعت اكثر من مليون وخمسة آلاف شجرة بعدما صادرت آلاف الهكتارات. وقال بيان وزعه القائمون على التظاهرة إن نيات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون باتت واضحة "وهو يريد سيطرة كاملة على 53 في المئة من الموارد المائية وضم 14 في المئة من اراضي الضفة الغربية". وقال معروف زهران رئيس بلدية قلقيلية: "نقوم بهذه المسيرة لنؤكد للعالم انه لا بد من وقف الجدار لأنه يزرع بذور الحقد والكراهية. اما ما نريده فهو اقامة سلام عادل لنعيش بامن معا من اجل مستقبل الشعبين". وأقام المتظاهرون مهرجانا خطابيا قبالة الجدار وطالب المتحدثون من المجتمع الدولي مواصلة الجهود من اجل وقف بنائه وازالة الاجزاء التي بنتها اسرائيل. ومنع الجنود على بوابة قلقيلية دخول وفود اسرائيلية تدعم السلام للمشاركة في التظاهرة. وشارك في المهرجان عضو من البرلمان السويدي وممثلون عن الحركة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحركة الدفاع الدولية عن الشعب الفلسطيني وعن الدول الممثلة لدى السلطة الفلسطينية الى جانب مسؤولين فلسطينيين وممثل عن الرئيس الفلسطيني. وقال جوستان تيرلولين وهو عضو برلمان سويدي: "جئت للتضامن مع اهالي قلقيلية ضد الجدار ومن اجل ايجاد حل سلمي ودائم للشعب الفلسطيني". ونوه مصطفى البرغوثي سكرتير المبادرة الوطنية "بمشاركة اكثر من عشرة آلاف مواطن في هذه المسيرة التي لم توقفها قنابل الغاز التي تحولت الى جدار بشري". ويقول مركز "بتسيلم" الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين في الاراضي المحلتة ان "الجدار سيعزل اكثر من مئة ألف فلسطيني داخل جيوب في شمال الضفة".