تنطلق مساء اليوم السبت فاعليات الندوة السنوية الفكرية الموسعة لمجلة "العربي" تحت عنوان "الغرب بعيون عربية"، ويتم خلال حفلة الافتتاح التي تبدأ في الساعة السادسة والنصف تكريم عدد من الشخصيات والمؤسسات التي كان لها إسهام بارز في تواصل الثقافة العربية مع الثقافات الإنسانية الأخرى. والشخصيات المكرمة هي: مستشار ملك المغرب المؤرخ عبدالهادي التازي، "تقديراً لدوره في خدمة الثقافة العربية وللجهد العلمي البارز الذي بذله في دراسة وتحقيق رحلة ابن بطوطة فأحيا فيها ادب الرحلات في الثقافة العربية الإسلامية". والمؤرخ نقولا زيادة الذي "عرف بدوره الرائد في خدمة الثقافة العربية، وبالجهد الذي بذله لإحياء الحضارة العربية والإسلامية من خلال رحلتها العرب والمسلمين". وتكرم مجلة "العربي" المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت، "لدوره في إنشاء وإصدار سلسلة كتب "عالم المعرفة" التي تحتفل هذا الشهر بمرور ربع قرن على صدور اول اعدادها. وساهمت السلسلة بإضافاتها الفكرية في الانفتاح على الثقافات الإنسانية الأخرى ونقل المعرفة الموسوعية". وتكرم "العربي" ايضاً "المجلس الأعلى للثقافة" في مصر العربية "للدور الرائد الذي قام به في إصدار سلسلة كتب "المشروع القومي للترجمة" وما حققته من إضافات فكرية ساهمت في تواصل الثقافة العربية مع الثقافات الإنسانية الأخرى". ومن الإمارات تكرم "العربي" الشاعر محمد احمد السويدي الذي "انشأ مشروع ارتياد الآفاق لإحياء التراث الجغرافي العربي والإسلامي وما قدمه المشروع من إسهامات فكرية للتعريف بالثقافات الإنسانية الأخرى والتواصل مع شعوب العالم". وفي الإطار نفسه تكرّم "مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري" "للدور الذي قامت به من اجل نهضة الشعر العربي، ومد الجسور الثقافية للحوار بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية الأخرى". وبعد كلمتين افتتاحيتين لوزير الإعلام ورئيس تحرير "العربي" ابراهيم سليمان العسكري يلقي الناقد جابر عصفور الأمين العام كلمة ضيوف الندوة، فيما يلقي عبدالهادي التازي كلمة المكرمين. وعقب التكريم يفتتح معرض مجلة "العربي" بعدسة مصوريها ويقدم صورة "الغرب بعيون العربي" وهي مختارات من صور التحقيقات التي نشرتها المجلة وهي تحتفل هذا الشهر بمرور 45 عاماً على صدور اول اعدادها في كانون الأول ديسمبر 1958. وتعقد خلال يومي 28 و29 كانون الأول ثماني جلسات تقدم فيها 24 ورقة بحثية لنخبة من المؤرخين والمفكرين والمبدعين العرب. في الجلسة الأولى غداً الأحد 28 كانون الأول وتترأسها رشا الصباح وكلية وزارة التعليم العالي يتحدث جابر عصفور عن "النهضة العربية والرحيل الى اوروبا"، بينما يتناول وجيه كوثراني "إشكالية التثاقف عند الطهطاوي" ويتحدث جليل العطية عما بقي من رحلة الطهطاوي. وخلال الجلسة الثانية التي يترأسها علي الطراح عميد كلية العلوم الاجتماعية، يتناول الكاتب مصطفى نبيل رئيس تحرير "الهلال" علاقة العرب والغرب، ويقرأ محمد المخزنجي "الغرب بعيون شرقية". اما الجلسة الثالثة التي يترأسها عبد المحسن المدعج استاذ التاريخ في جامعة الكويت فيقرأ فيها استاذ التاريخ حسن احمد ابراهيم السودان "اوراق" الرحالة السوداني ماجد ساني الى الولاياتالمتحدة الأميركية في بدايات القرن العشرين. اما المؤرخ قاسم عبده قاسم مصر فيتناول رحلة الموصلي الذهب والعاصفة عبر اوروبا الى اميركا في القرن السابع عشر. وتختتم الجلسة بدراسة ادباء المهجر وأزمة الانشطار الروحي للناقد لطيف زيتوني لبنان. وفي آخر جلسات اليوم الأول التي يترأسها عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، يتحدث من مصر الناقد صلاح فضل عن "الولع الحضاري لدى السندباد العصري حسين فوزي"، ومن الأردن الناقد محمد عيسى صالحية عن "رحلة الطنطاوي الى البلاد الروسية"، ومن السعودية الكاتب يوسف المحيميد الذي يقدم شهادة عن رحلته "من البصرة في العراق الى نورج في الشمال الأوروبي". وفي الجسة الأولى يوم الاثنين ويترأسها عبدالله الغنيم مدير مركز البحوث والدراسات الكويتية يتحدث مسعود ضاهر عن "اليابان بعيون عربية"، بينما يتناول الكاتب عزت عامر "البعثات العلمية في القرن العشرين". ويتحدث نواف عبدالعزيز الجهمة عن"رحلة صقلية" لابن جبير. وفي الجلسة الثانية التي يترأسها منصور بوخمسين استاذ التاريخ الأوروبي، يتناول الناقد التشكيلي اشرف أبو اليزيد في ورقته المعنونة "الرحلة الباريسية" كتابات رسامي مصر عن رحلتهم الى العاصمة الفرنسية، ويقدم الفنان اللبناني امين الباشا شهادة بعنوان "ذكريات لم تنته"، وتختتم الجلسة بدراسة الروائي ابو المعاطي ابو النجا عن "مدينة في كتاب" والكتاب هو باريس الذي اصدره احمد الصاوي محمد قبل 70 عاماً. وفي الجلسة الثالثة التي يترأسها يحيى احمد عميد كلية الآداب في جامعة الكويت يقدم محسن الرملي العراق "اسبانيا بعيون الرحلات العربية"، اما محمد المنسي قنديل فيتناول احدى هذه الرحلات، وهي رحلة الغساني الى اسبانيا. وتختتم الجلسة بالورقة التي يقدمها الشاعر السوري نوري الجراح عن مشروع "ارتياد الآفاق" جسراً بين العرب والغرب. وفي آخر جلسات اليوم الثاني والندوة، وهي الجلسة التي يترأسها سمير سرحان رئيس الهيئة العامة للكتّاب في مصر يتحدث حسن حنفي في "قراءة عربية للنهضة الأوروبية". اما الروائي التونسي حسونة المصباحي فيقدم شهادة بعنوان "الرحلة العربية الفاشلة للغرب"، وفي شهادة اخرى عن التجربة في الغرب يتحدث الروائي والمترجم العراقي صلاح نيازي. وتضاف شهادات ومداخلات اخرى خلال يومي الندوة لعدد من ضيوفها الشعراء والروائيين والرسامين، حيث تقام على هامش الندوة حلقات بحثية ونقدية لمفكرين وإعلاميين من الكويتولبنان ومصر واليمن والسودان والإمارات وسلطنة عمان والمغرب والسعودية وتونس وسورية.