كرمت الجمعية المصرية للتنوير التي اسسها الشهيد فرج فودة بالتعاون مع مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب احتفالية في 12 يونيو 2009 بالروائي والاعلامي السعودي هاني نقشبندي الذي تم اختياره بناء على رسالته الانسانية المتمثلة في كتاباته المتعددة التي تنادي بالحوار مع الآخر والتسامح واحترام الرأي وحرية التعبير، اضافة الى رسالته في نبذ الصدام الاسلامي الغربي في روايته الثانية «سلام» التي نجح من خلالها في أن يجبر القارئ على التفكير وطرح الاسئلة حول ماض نتحسر عليه ومستقبل نخاف منه، فقد ناقش في روايته قضية مر عليها الان أكثر من ستة قرون «الخروج المأساوي للمسلمين من الاندلس». وتأتي اشكالية رواية «سلام» من انها ترفض ان نسجن انفسنا في الماضي وترفض تقديس الاجداد، ومن هنا اثارت الاهتمام بين اساتذة التاريخ والادب لمناقشتها. فقد تمت مناقشة رواية سلام «في معرض القاهرة الدولي» للكتاب.. استاذ الادب العربي ( أ. صلاح السروي اعتبرها انها تقف جوار اعمال المفكرين الكبار أمثال طه حسين والعقاد وغيرهم الذين تساءلوا عن علاقة الماضي بالحاضر، اما الاديب فؤاد قنديل فاعتبرها رواية مستقبلية وبها قدر من الجسارة، ومبادرة جيدة من كاتبها. وفي ندوة تالية للرواية في معرض الدارالبيضاء للكتاب في دورته الاخيرة قال (الناقد المغربي) عبد الرحيم العلام ان الرواية اختارت النفاذ لعمق التاريخ واستلهام المستقبل، فهي تعيد خلخلة ذلك التشبث غير المبرر حضاريا ووجدانيا وتاريخيا بالاندلس، وكذلك اعتبر (الباحث) يحي بن الوليد أن «سلام» رواية جريئة تطرح مفاهيم الاستشراق المعكوس وجرح مغادرة الاندلس، لكن بصيغة اخرى معاكسة للتصور السائد. وقد اتخذ استاذ الادب والنقد احمد زلط رواية «سلام» كأحد مراجع رسالته للدكتوراة في جامعة اليرموك (الاردن) وهي بعنوان «الاندلس في الرواية العربية المعاصرة»، معتبرا ان الرواية تتيح مساحة كبيرة للقارئ للتحليل والمحاكمة العقلية لتاريخ عشش في ذاكرة كل عربي على مدى 900 عام بان الاندلس فردوسنا المفقود الذي نبكي عليه الى يومنا هذا، اضافة الى الاسئلة الجريئة التي طرحها النقشبندي في الرواية وهي اسئلة لا نجرؤ على البوح بها الا في جلساتنا الخاصة. ويردد الروائي هاني نقشبندي دوما انه مستعد للنقاش مع من يرفضون اطروحته من خلال «رواية سلام» قائلا: «انا أكثر العاشقين للاندلس وقرأت تاريخهم بنهم، وما اهدف اليه من روايتي هو نبذ الصدام الاسلامي الغربي، وهو صدام مرشح جدا للتكرار حاليا.. رسالتي في «سلام» قائمة على الحوار مع الآخر، كما انني لا اناقش في الرواية أثر العرب في الاندلس ثقافيا او صناعيا، ولكن أثرهم دينيا». تجدر الإشارة إلى إن «سلام» ستصدر قريبا باللغة الاسبانية، وقد علق النقشبندي على ذلك قائلا: اتمنى ان تصدر الرواية في عدة لغات، لكني حريص أولا على انتشارها عربيا، فأنا لم أكتب للغرب بل لمجتمعي، ولتصحيح اخطائه قبل ان نتحدث عن أخطاء الآخرين .يذكر ان سلام هي الرواية الثانية للنقشبندي، بعد روايته الأولى «اختلاس» التي حققت نجاحا وجدلا كبيرين، ويتوقع صدورها باللغة الاسبانية ايضا من دار سيربس في برشلونة.