توقع مسؤول في القنصلية الاميركية في الظهران شرق السعودية أن يبدأ اكثر من 35 ألف أميركي يعيشون في السعودية بالتجاوب، خلال الاسبوعين المقبلين، مع التحذيرات التي أطلقتها سفارة بلادهم لدى الرياض في 17 كانون الاول ديسمبر الجاري. واكد المسؤول ان الرعايا الاميركيين المقيمين في السعودية يأخذون تلك التحذيرات على محمل الجد لكن "القرار يبقى قرارهم سواء ارادوا الرحيل او البقاء". واضاف ان "خطوة ترحيل العوائل ترتبط بنشاطات كثيرة، فهناك اطفال في المدارس وعقود يرتبط بها الاميركيون المعنيون، وبالتالي فإن كل تلك الاجراءات تحتاج الى مزيد من الوقت لكن لا أتوقع ان لا يتجاوز اسبوعين من الآن". ومنذ آيار مايو تصدر السفارة الاميركية لدى السعودية تحذيرات متواصلة للاميركيين المقيمين في البلاد وتحضهم فيها على ضرورة ارتياد الاماكن المزدحمة وتجنب اخرى معزولة، كما تشدد على ضرورة ان يتفقدوا سياراتهم قبيل ركوبها وان يركنوها في اماكن مكشوفة تحسباً لأي عمل قد يستهدفهم. وفي التحذير الاخير طلبت السفارة من الموظفين غير الرئيسيين مغادرة السعودية وترحيل عائلاتهم، لكن السفارة عادت في وقت لاحق وخففت من لهجة ذلك التحذير. الى ذلك تشهد الحال الامنية في المنطقة الشرقية استنفاراً امنياً غير مسبوق، خصوصاً ان أكثر من 40 في المئة الجالية الاميركية في السعودية يعيش فيها. وقالت مصادر ل"الحياة" ان تلك الاجراءات "احترازية فقط وليست ناتجة عن اي تهديد موجه للمنطقة". وعلى رغم ان الوجود الامني بات مألوفاً بالقرب من المجمعات السكنية والشوارع وبعض الاحياء والمناطق، إلا ان تشكيلات مختلفة من رجال الامن باتت تنتشر بشكل اكبر من السابق، كما عززت الاجراءات في محيط عدد من المجمعات السكنية التي تقطنها غالبية اجنبية، واضيفت مجمعات تجارية لتشملها الحراسات الامنية الشديدة. كما بات أفراد "قوات الطوارىء" في المواقع المكشوفة يرتدون الخوذات والصدريات المقاومة للرصاص. ويشار الى ان المنطقة الشرقية لم تتعرض لالأي عمليات ارهابية رغم وجود اكثر من 750 الف مقيم اجنبي فيها، ويعزو عدد من المراقبين ذلك الى احكام القبضة الامنية، كما يشيرون الى ان القوات الامنية عززت وجودها في المواقع الحساسة وانتشرت بشكل جيد ضمن حتى الآن عدم حصول مفاجآت.