انفضت جلسات الحوارات التي اجراها وفد امني مصري رفيع المستوى في مدينة غزة يومي امس واول من امس، من دون تحقيق النتائج المرجوة. لكن الوفد المكون من مساعديّ مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء مصطفى البحيري واللواء محمد ابراهيم لن يعود الى القاهرة خالي الوفاض، بل انه ربما يكون حقق بعض النتائج المتعلقة بتقريب وجهات نظر الفصائل الفلسطينية في ما بينها، وفي ما بينها وبين السلطة، فضلا عن بحث العلاقات الثنائية بين عدد من هذه الفصائل ومصر وتحسينها وتطويرها. ومع ان بعض الفصائل رأى في العرض الاميركي الذي حمله الوزير عمر سليمان مدير الاستخبارات العامة المصرية فرصة جيدة يجب اقتناصها واعلان هدنة في مقابلها، فان عددا اخر من الفصائل لم ير فيه تلك الفرصة، خصوصا وانه لا يثق بوعود واشنطن، وما زالت الهدنة السابقة ماثلة امامه. ويتلخص العرض الاميركي الذي حصلت "الحياة" على مضمونه في الافراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال الاسرائيلي، ووقف الاغتيالات، ومتابعة تطبيق "خريطة الطريق" وعودة الجيش الاسرائيلي الى مواقعه قبل 28 ايلول سبتمبر عام 2000، اي ما قبل اندلاع الانتفاضة، وفعل شيء في قضية الاستيطان ربما من قبيل تفكيك بعض البؤر والمستوطنات الصغيرة المعزولة وتجميد الاستيطان ووقف بناء الجدار العنصري الفاصل. وقال الوفد الذي انضم اليه المستشار في السفارة المصرية في غزة احمد عبدالخالق لممثلي الفصائل التي التقوها كل على حدة: "نستطيع احضار ضمانات" للقضايا السالفة الذكر. ومع ان قياديي عدد من الفصائل، ومنها "فتح" والجبهتان الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين و"الجهاد الاسلامي" وغيرها قالوا ان الوفد نقل هذه الرسالة من اللواء سليمان الى الفصائل وقادة الاجهزة الامنية والسلطة الفلسطينية، الا ان قادة "حماس" نفوا ذلك جملة وتفصيلا. وقال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي احد قادة الحركة بعد اجتماع الوفد المصري مع قادة الحركة في منزل زعيمها الشيخ احمد ياسين الى ما قبل منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء ان الوفد لم يعرض على الحركة اي رسالة تطمينات اميركية، وانه لم يتم بحث قضية الهدنة خلال اللقاء، او حتى قضية تفويض السلطة الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية ان الوفد المصري قال ان المحادثات التي اجراها الوزير سليمان في واشنطن الاسبوع الماضي اثمرت استعدادا اميركيا للضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول المسائل السابقة. الا ان الوفد قال ان الاميركيين طالبوا باعلان "هدنة" لمدة عام من جانب الفصائل الفلسطينية، الامر الذي تتبناه حركة "فتح" ومن معها من فصائل، في حين ترفضه "حماس" واربعة فصائل اخرى، من بينها "الجهاد" و"الشعبية".