قال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع أبو علاء انه وجد لدى الفصائل المسلحة الفلسطينية استعداداً لإعلان هدنة جديدة في وقت أعربت فيه الفصائل عن رفضها تقديم هدنة مجانية من دون التزام اسرائيل بمقابل. وشدد "أبو علاء" وممثلو الفصائل الوطنية والاسلامية على اهمية ان تكون الهدنة متبادلة وبضمانات دولية، خصوصا اميركية، على رغم عدم توافرها حالياً. قال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع رداً على سؤال صحافي عن ما اذا كان يلمس استعداداً من الفصائل الفلسطينية لاعلان هدنة جديدة ان هذا "مدا بحث". لكن "أبو علاء" شدد في حديث للصحافيين في اعقاب حوارات أجراها في المقر الموقت للمجلس التشريعي بمدينة غزة امس مع ممثلي الفصائل المسلحة، على انه لن تكون هناك "هدنة مجانية" معتبراً ان الأمر يتعلق ب"وقف نار متبادل باشتراطات، لأن هناك معاناة لشعبنا وعدواناً عليه، وهذا هو الثمن الذي يطالب به الجميع، ان يكون لوقف النار ثمن يضمن عودة الحياة السياسية الى طبيعتها". ورداً على سؤال ان كانت هناك ضمانات دولية قال "ابو علاء": "نحن كفلسطينيين نتوافق اولاً ومن ثم نتفاوض مع الاسرائيليين"، مشدداً على "اننا لا نعطي ورقة في الهواء ولا نعطي شيئاً مجاناً". وكان "أبو علاء" وصل الى قطاع غزة امس حيث التقى ممثلي حركة "فتح" والجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، وحركتي "المقاومة الاسلامية" حماس و"الجهاد الاسلامي" معاً، قبل ان يلتقي بممثلي "الجهاد" على انفراد. كما التقى "ابو علاء" وفداً امنياً مصرياً رفيع المستوى وصل الى القطاع بعد ظهر امس لاجراء حوارات مع ممثلي الفصائل الفلسطينية بغية التوصل الى هدنة جديدة. ويرأس الوفد وكيل جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء محسن النعماني، ويضم في عضويته اللواء مصطفى البحيري، واللواء محمد ابراهيم، ومهندس العلاقات المصرية مع الفصائل المستشار في السفارة المصرية لدى السلطة الوطنية احمد عبدالخالق. ومن المقرر ان يكون الوفد الامني المصري عقد لقاءات مجتمعة ومنفردة مع القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية ليل الاربعاء - الخميس بهدف اقناعها بإعلان هدنة جديدة مع اسرائيل تفسح في المجال أمام "أبو علاء" لاستئناف المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية. وقال ممثلو القوى الخمس الذين التقوا "أبو علاء" امس ان الاخير لا يملك أي ضمانات دولية او اميركية لتثبيت الهدنة او استمرارها وعدم تدميرها من جانب رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون، كما دمر سابقتها التي اعلنت في التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي واستمرت 25 يوماً. ووصف هؤلاء اللقاء مع "أبو علاء" بأنه "ايجابي وصريح" ونفوا ان يكون اللقاء بحث في الهدنة في شكل خاص، وقالوا ان موضوع الهدنة جزء من كل الملف الفلسطيني. وكرر القيادي في حركة "حماس" اسماعيل هنية موقف "حركة حماس" بأنها "على استعداد لإخراج المدنيين من الصراع اذا التزم العدو". وقال هنية للصحافيين: "الحديث الذي تم مع "أبو علاء" لم يكن محصوراً في الهدنة بل تناول ملفات عدة"، معتبراً ان "المدخل الحقيقي والطبيعي للهدنة ان يتوقف العدو الصهيوني عن العدوان على الشعب الفلسطيني". واستبعد أي حديث عن هدنة في ظل استمرار العدوان، واصفاً ذلك بأنه "غير واقعي". وقال القيادي في "حركة الجهاد الاسلامي" الدكتور محمد الهندي انه "لم يجر الحديث مع "ابو علاء" عن هدنة، بل عن قوة الشعب الفلسطيني وصموده وكيفية تعزيز هذا الصمود". وشدد الهندي على انه "لا يجب ان نقدم تنازلات مجانية" معتبراً ان "الوضع الفلسطيني متماسك وهو افضل مما كان عليه قبل بضعة اشهر". ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة جميل المجدلاوي، اللقاء مع "أبو علاء" بأنه كان "صريحاً وفي منتهى الوضوح". وقال في حديث للصحافيين في اعقاب اللقاء ان "أبو علاء" قال انه لا يملك شيئاً محدداً او ضمانات محددة يمكن ان يعرضها على احد. وشدد المجدلاوي على انه "لا يجوز ان يظهر موضوع الهدنة في كل مرة وكأنه موضوع الحوار الفلسطيني الرئيس... فهذا يقلب الامور، اذ ان المشكلة الرئيسة في الاحتلال". وأضاف: "قلنا ان الانتفاضة والمقاومة حق لشعبنا الفلسطيني وقواه المناضلة"، مشدداً على ان جلسات الحوارات الفلسطينية التي ستعقد في القاهرة "لن تكون من اجل الهدنة، بل استكمالاً للحوارات السابقة التي ستتناول كل القضايا الفلسطينية". واعلنت الفصائل كافة رغبتها في المشاركة في حوارات القاهرة التي ستعقد بعد عيد الفطر الذي يصادف منتصف الاسبوع المقبل. وسيوجه الوفد الامني المصري الدعوات الى الفصائل الفلسطينية للمشاركة في الجلسة الجديدة من الحوار في القاهرة عندما يلتقي مع ممثليها. وسيواصل الوفد حواراته في غزة اليوم ايضاً قبل ان يعود الى القاهرة ليعرض على رئيس الاستخبارات العامة اللواء عمر سليمان نتائج حواراته في غزة. وسبق للوفد نفسه ان زار غزة مراراً وتكراراً في السابق، كان آخرها زيارته في التاسع والعاشر من حزيران يونيو الماضي التي تكللت بالنجاح وأسفرت عن اعلان الهدنة نهاية الشهر نفسه. يشار الى انه غاب عن حوارات امس اسماعيل ابو شنب القيادي في حركة "حماس" الذي اغتالته قوات الاحتلال في الحادي والعشرين من آب اغسطس الماضي بعد يومين على تنفيذ عملية فدائية في مدينة القدسالمحتلة، ما وضع حداً للهدنة التي كان مهندسها الرئيس، وأحد اكثر المؤمنين بها في الحركة.