اعترف رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلية شاباك آفي ديختر بفشل الاجهزة الامنية الاسرائيلية في توفير الأمن للاسرائيليين، مشيراً الى ثلاثة "تهديدات استراتيجية" تقلق اسرائيل "أكبرها التهديد الايراني" وبعدها العمليات العسكرية الفلسطينية المسلحة وثالثها "الارهاب اليهودي" الذي يهدد بتحويل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى "مواجهة بين 13 مليون يهودي وبليون مسلم" من خلال محاولة "ارهابيين يهود" تدمير الحرم القدسي الشريف. راجع ص 5. وفي غزة، نقل وفد أمني مصري رفيع المستوى امس الى الفلسطينيين "رسالة تطمينات" حملتها الادارة الاميركية لمدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء عمر سليمان في زيارته الأخيرة لواشنطن مفادها أن واشنطن "على استعداد لدعم أي مبادرة سياسية فلسطينية" بهدف تحقيق تقدم في المسار السياسي في المنطقة. وأقر رئيس "شاباك"، على نحو يناقض تصريحات سابقة لكبار المسؤولين العسكريين الاسرائيليين، بأن الاجهزة الامنية، بما فيها جهازه، فشلت في توفير الامن للاسرائيليين، مضيفا ان اسرائيل اخفقت في "تجفيف" منابع الوسائل القتالية في السلطة الفلسطينية. ودعا الى تسريع بناء "الجدار" الفاصل رافعاً شعار "الجدار أولاً". ورأى ديختر ان من الاهمية بمكان الانتهاء من بناء الجدار حتى لو تطلب ذلك جمع الاموال اللازمة من خلال حملة من بيت الى بيت. وعن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال ديختر: "عرفات يعلم انه الوحيد الذي يستطيع توحيد الاجهزة الامنية الفلسطينية للعمل ضد الارهاب... عرفات خان الثقة التي أولته اياها اسرائيل ودول اخرى بعد اتفاقات اوسلو... وساهم في تهريب الاسلحة". وبحسب ديختر فإن "التهديد الاستراتيجي الاكبر" لاسرائيل يتمثل بايران التي قال انها "تعمل ضد اسرائيل من خلال قنوات عدة". واضاف ان ايران لا تقدم الدعم للفصائل الفلسطينية و"حزب الله" اللبناني فقط، بل وتعمل على تجنيد مواطنين عرب فلسطينيي 48 وتعتبرهم بمثابة "طابور خامس لها" اضافة الى "عمل ايران ضد المصالح الاسرائيلية في الخارج" مورداً على ذلك مثال تفجير السفارة الاسرائيلية في بوينس ايرس عام 1994. وأشار ديختر الى "تهديد استراتيجي محتمل" يشكله "الارهاب اليهودي". واعتبر ان دعاة هدم المسجد الاقصى من اليهود يجب ان "يشكلوا قلقاً كبيراً" لأن من شأن ذلك ان يحول الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى "مواجهة بين 13 مليون يهودي في العالم ضد بليون مسلم". من جهة اخرى، اطلع وفد أمني مصري قادة أجهزة أمنية وقياديين في حركة "فتح" على "رسالة تطمينات" حملتها الادارة الاميركية لمدير الاستخبارات العامة المصرية الوزير عمر سليمان خلال زيارته الاخيرة لواشنطن. وقال عضو اللجنة الحركية العليا لحركة "فتح" سمير المشهراوي ل"الحياة" مساء أمس بعد اجتماع عقده عدد من قياديي الحركة مع الوفد الأمني المصري، ان الرسالة الاميركية "مفادها أن الإدارة الأميركية على استعداد لدعم أي مبادرة سياسية فلسطينية وبذل كل الجهود لإنجاحها بهدف تحقيق تقدم في المسار السياسي في المنطقة وصولاً إلى استقرارها وتحقيق السلام". ويتألف الوفد من مساعدي اللواء سليمان اللواء مصطفى البحيري واللواء محمد إبراهيم والمستشار في سفارة مصر لدى السلطة الفلسطينية أحمد عبدالخالق.