سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يعالون يؤيد اعطاء الهدنة فرصة وموفاز ينفي ضغوطاً أميركية في شأن "الجدار الفاصل"."تخبط" في سياسة شارون إزاء حكومة قريع بعد نجاح عرفات في "لي ذراعه" في الشأن الامني
اكدت تقارير صحافية اسرائيلية ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون ما زال يتخبط في بلورة السياسة التي سينتهجها حيال الحكومة الفلسطينية الجديدة ورئيسها أحمد قريع أبو علاء. وبعد تسريبات من الأوساط القريبة من شارون بأنه مستعد للقاء قريع "في أي وقت" وتصريح وزير الخارجية سلفان شالوم بأن لقاء كهذا سيعقد أواخر الاسبوع المقبل مع عودة شارون من ايطاليا، سارعت هذه الأوساط أمس الى تعديل لهجتها لتتحدث عن ان شارون لا يستعجل لقاء قريع وأنه ينبغي الاعداد جيداً لمثل هذا اللقاء و"درس جوهر الحكومة الفلسطينية بصورة أساسية" بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس"، لتلفت الى أن شارون لم يهنئ نظيره بتسلمه منصبه الجديد على رغم المعرفة السابقة بينهما. وقالت الاوساط ذاتها ان تراجع شارون عن موقفه يعود الى أن الرئيس ياسر عرفات نجح في "لي ذراع" قريع حين أبقى الصلاحيات الأمنية في يديه، وحال دون تعيين اللواء نصر يوسف وزيراً للداخلية "ما بعث على خيبة أمل اسرائيلية واميركية، وما عنى في واقع الأمر ان الفلسطينيين تراجعوا الى الوراء". ونفت مصادر سياسية في مكتب شارون ان يكون مديره دوف فايسغلاس التقى الاسبوع الماضي نظيره الفلسطيني الدكتور حسن أبو لبدة. وزادت ان شارون سيعيد النظر في مسألة الاتصالات مع حكومة قريع وستكرر في كل الاحوال موقفها القائم على اشتراط أي تقدم سياسي بنشاط السلطة الفلسطينية في "تفكيك التنظيمات الارهابية". يعالون مع اعطاء الهدنة فرصة وذكرت "هآرتس" ان معظم المسؤولين السياسيين والأمنيين الاسرائيليين يؤيدون الحوار مع قريع وحكومته "على رغم تعاظم نفوذ عرفات"، فيما يتبنى جهاز الأمن العام شاباك موقفاً أكثر تشدداً، ويشير الى "اشكالية سيطرة عرفات على قوات الأمن". وكتبت صحيفة "معاريف" ان رئيس اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون يؤيد منح فرصة للهدنة التي ينوي الفلسطينيون اعلانها باعتبارها "خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح". وأضاف ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس شعبة التخطيط يشاطرانه الرأي نفسه بينما يحذر رئيس "شاباك" آفي ديختر الحكومة من ابعاد التوقف عن مطاردة قادة التنظيمات الفلسطينية "الذين سيعملون على ترميم قواعد الارهاب". موفاز: واشنطن تتفهم كون الجدار حقيقة ناجزة الى ذلك، نفت مصادر سياسية وأمنية اسرائيلية ان تكون واشنطن مارست ضغوطاً جدية على اسرائيل في شأن اصرارها على مواصلة بناء "جدار الفصل العنصري" على رغم ان هناك نقاط خلاف طفيفة ما زالت قائمة بين واشنطن وتل أبيب في شأن مسار الجدار في منطقة المطار شرق رام الله وفي محيط مدينة القدس. واعلن وزير الدفاع شاؤول موفاز في ختام لقاءاته كبار المسؤولين في الادارة الأميركية في واشنطن ان الأخيرة باتت تتفهم كون "الجدار الفاصل" حقيقة ناجزة، مضيفاً ان الادارة الاميركية ستبلور قريباً موقفها من الخطة الاسرائيلية لبناء جدارين في منطقة مطار اللد لحماية الطائرات الاسرائيلية، على أن يكون الجدار الثاني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بعمق 15 كيلومتراً. ووفقاً لمصادر صحافية، فإن المسؤولين الأميركيين لم يتطرقوا في لقاءاتهم موفاز ووزير المال بنيامين نتانياهو إلى مسألة اقتطاع تكلفة بعض مقاطع الجدار من مبلغ الضمانات المالية المقررة لإسرائيل، على رغم أن نتانياهو لم يخف أن التخفيض المتوقع لا يقلقه "لأنه مبلغ ضئيل وغير مؤثر". وأضافت المصادر ان موفاز اقترح على الأميركيين استئجار خدمات شركة مدنية لإدارة المعابر البرية بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية وللاشراف على الحواجز التي يمر عبرها الفلسطينيون بغية تجنب احتكاك جنود الاحتلال بهم. وقال موفاز إنه أبلغ مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض كوندوليزا رايس ان إسرائيل تنوي تقديم تسهيلات للفلسطينيين وتحديداً في الجانب العربي من الجدار لتمكينهم من مزاولة حياتهم اليومية. واشنطن: ندرس خفض ضمانات القروض وكانت أنباء من واشنطن أفادت أن البيت الأبيض مارس أول من أمس ضغوطاً على إسرائيل لإدخال تعديلات إضافية على مسار الجدار وأنه يميل لإقرار خفض بسيط في ضمانات قروض قيمتها تسعة بلايين دولار بسبب بناء الجدار داخل أراضٍ فلسطينية. ورجحت مصادر في الإدارة الأميركية قريبة من المشاورات، خفض ضمانات القروض بسبب الجدار العازل، مشيرة إلى أن الخفض سيكون صغيراً ويخصم من أقساط القروض في سنوات مقبلة. وصرحت رايس قبل اجتماعها مع نتانياهو: "ادخلوا بعض التعديلات على الجدار والتي أظن أنها ساعدت كثيراً... وسنرى ما التعديلات الأخرى التي يمكن أن ينفذوها". وأضافت ان الجدار "لا يزال يمثل مشكلة" بسبب مخاوف أميركية من أنه "يحكم بطريقة ما مسبقاً" على محادثات السلام في المستقبل، وقد "يتعدى... على حياة الفلسطينيين العاديين". وتابعت: "لكن مسألة ارتباط هذا، بطريقة أو بأخرى، بضمانات القروض، هي حالياً أمر سابق لأوانه".