زجت موسكو بمزيد من القوات أمس، لملاحقة مجموعات من المقاتلين في المثلث الحدودي بين جورجيا وداغستان والشيشان. ويأتي ذلك بعد اتساع دائرة المواجهات في شمال داغستان وتحذير عسكريين روس من "فتح جبهة جديدة" بعد نجاح المقاتلين في اقتحام عدد من المناطق السكنية والانسحاب منها نحو المرتفعات المجاورة. وتواصلت لليوم الثاني مواجهات ضارية في المنطقة الحدودية التي يتاخمها عدد من البلدات والقرى المأهولة وتعد من أكثر مناطق القوقاز الجبلية وعورة وتضم مرتفعات شاهقة تصل إلى علو 3500 متر. وكانت مجموعة من المقاتلين قدرت بنحو 50 رجلاً تمكنت من اقتحام بلدة شاروي واختطاف عدد من الرهائن منها أول من أمس، وخاضت معركة ضارية أسفرت عن مقتل تسعة من حرس الحدود الروس. ونجحت في الإفلات من قوات كبيرة طاردتها بعدما توزعت إلى مجموعات صغيرة لدى انسحابها نحو الجبال. وعلى رغم احتياطات كبيرة ومشاركة مروحيات عسكرية بكثافة، أخفقت القوات الروسية في رصد المجموعات الهاربة. وأعلن مصدر عسكري أن الجيش الروسي لجأ إلى فرض طوق حول المثلث الجبلي لمنع المقاتلين من الوصول إلى الحدود الجورجية أو العودة إلى الأراضي الشيشانية. وكان عسكريون رجحوا في البداية أن يكون الشيشانيون سعوا إلى تحقيق "أهداف تكتيكية" من خلال شن هجوم خاطف على البلدة الحدودية، لكن استمرار المواجهات أثار مخاوف من اتساع نطاق المعارك. شبكة داخل داغستان وحذر عسكريون روس من احتمال فتح جبهة جديدة في داغستان خصوصاً بعد نشر تقارير تحدثت عن تمركز ثلاث مجموعات كبيرة من المقاتلين في المنطقة. وأشار ممثل الرئيس الروسي في الدائرة الفيديرالية الجنوبية فيكتور كازانتسيف أمس، إلى وجود "شبكة داخل داغستان" من المتعاونين مع المقاومة الشيشانية. وأعرب خبراء في موسكو عن اعتقادهم بأن تشديد موسكو قبضتها الأمنية في الشيشان ونجاحها في تفكيك الجسم الأمامي للمقاومة الشيشانية هناك، ربما دفع مجموعات من المقاتلين إلى استئناف نشاطهم العسكري في المناطق الداغستانية المجاورة. ولوحظ أن المجموعة الهاربة نفذت هجوماً استعراضياً جديداً أمس، إذ اقتحمت بلدة غالاتكي في المنطقة الجبلية نفسها واحتجزت هناك سبع رهائن جدد، قبل أن تنسحب في وقت لاحق وتطلق كل الرهائن الذين بلغ عددهم خلال اليومين الماضيين 11 شخصاً. ولفت عسكريون روس إلى أن المقاتلين أعدوا لهجماتهم في شكل دقيق. وقال مقدم في سلاح الجو إن المجموعات الشيشانية ترتدي زياً فاتح اللون، ما يزيد في صعوبة رصد أفرادها من الجو. وأثار عجز القوات الفيديرالية عن ملاحقة المجموعات المهاجمة استياء في العاصمة الروسية وأعلن وزير الدفاع سيرغي إيفانوف أنه يتابع الموقف عن قرب. وكشف عن قيام المروحيات العسكرية برصد موقع إحدى المجموعات الشيشانية، مشيراً إلى أن الضربات الجوية أسفرت عن مقتل ستة مقاتلين من أفراد المجموعة. تعاون جورجي من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الجورجية استعدادها للمشاركة في عمليات تعقب المهاجمين. وذكر ناطق باسمها أن الوزارة تدرس نشر قوات إضافية على الحدود في حال طلبت موسكو منها ذلك. إلى ذلك أعلنت السلطات المحلية في داغستان عن اتخاذ إجراءات تأهب قصوى تحسباً لتكرار الهجمات. وتوقعت مصادر في مجلس الأمن القومي الداغستاني أن تستمر عمليات مطاردة المقاتلين في المناطق الجبلية بضعة أيام. وتزامن التصعيد في داغستان مع تصاعد وتيرة الهجمات داخل الجمهورية الشيشانية. وأعلنت غرفة العمليات العسكرية في القوقاز أمس، أن ثلاثة مقاتلين قتلوا بعد مواجهات عنيفة جرت في بلدة نوجاي مارتان، فيما أعلن عن اغتيال أحد مسؤولي الإدارة المحلية الموالية لموسكو في المنطقة نفسها.