حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استخدام الحرب الشيشانية "جسراً" للاعتداء على روسيا من جانب اعدائها الجيو-سياسيين، فيما استمرت المواجهات العنيفة في الشيشان، واعترفت القوات الروسية بمقتل عشرة من عناصرها خلال اليومين الماضيين. وفي الوقت نفسه اعلنت القوات الروسية رصدها مقاتلين عرباً في صفوف الشيشانيين. حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع للقيادة العسكرية الروسية من وصفهم ب"اعداء روسيا الجيو-سياسيين" من استخدام الشيشان ك"جسر" للاعتداء على بلاده. وقال إن أعداء روسيا يأملون في دخولها "دوامة الدم"، لكننا لن نسمح بذلك. وعلى رغم ان بوتين لم يحدد هؤلاء الاعداء فان مراقبين في الغرب فهموا انه يقصد بعض الدول في آسيا الوسطى وربما تركيا، في ظل الصراع الدائر على النفوذ في محيط بحر قزوين الغني بالثروات الطبيعية النفطية. وأشارت وكالة "انترفاكس" الى ان بوتين شدد على ان روسيا لن تسمح بتحويل منطقة القوقاز الى مصدر للاضطرابات الاقليمية. وقال: "لن نسمح لأحد بحل مشكلات خلافية مع روسيا باستخدام منطق القوة". ونقلت الوكالة عن بوتين قوله ان "هناك من يحاول ان يصور تحرك روسيا في شمال القوقاز ك"تكرار للسياسة الامبراطورية". واكد بوتين ان العمليات العسكرية ستستمر حتى القضاء التام على المجموعات المسلحة. وقال إن تصفية هذه المجموعات هو الهدف الرئيسي أمام القوات الروسية الآن. وطالب القيادة العسكرية بوضع الآليات المناسبة للتنسيق بين أجهزتها المختلفة ورفع وتيرة "الحرفية" أثناء تنفيذ المهمات، بهدف الحد من الخسائر البشرية في صفوف القوات المسلحة، مشيراً الى ان الخسائر تقع بسبب أخطاء في التخطيط. وشدد على أن المطلوب "ليس نصراً بأي ثمن" وقال: "على رغم ان الخسائر التي بلغت 2600 قتيل حتى الآن، لا تقارن بضحايا حوادث المرور والحرائق، لكنها تبقى كبيرة على أي حال". الى ذلك ،استمرت المواجهات العنيفة في الشيشان خلال اليومين الماضيين واعترفت القوات الروسية بمقتل عشرة من عناصرها في تصعيد للهجمات الشيشانية. ولقي عسكريان مصرعهما وجرح ثالث في حادث اطلاق نار في منطقة زافودسكايا وسط العاصمة غروزني. واعتقلت القوات الروسية شرطياً شيشانياً يشتبه في ان يكون وراء الحادث. وفي هجوم على موقع روسي، قتل عسكري واحد وجرح آخر، فيما اعتبر ثالث في عداد المفقودين. وفي غروزني أيضاً، لقي شرطي مصرعه وجرح اثنان آخران خلال هجوم على سيارة عسكرية. كما قتل عسكريان في موقع بالقرب من منطقة نوجاي يورت. وذكرت المصادر الروسية ان عسكرياً روسياً يخدم في الموقع، أطلق النار على زميليه بسبب "خلافات شخصية". وكان اليومان الماضيان شهدا تصعيداً في العمليات الهجومية. وأعلنت "ايتارتاس" ان شرطيين لقيا مصرعهما في حادث اطلاق نار في احد مطاعم أوروس مارتان، بينما قتل اثنان آخران في هجوم شنه المقاتلون الشيشان على موقع قرب منطقة كورتشاي. ومن جهتها، استمرت المروحيات الروسية في قصف المواقع الشيشانية. وأعلن المركز الصحافي لغرفة العمليات المشتركة أن مواقع للمقاتلين في منطقتي فيدنيو وارغون دمرت تماماً. وأكد المصدر نفسه ان القوات الروسية تمكنت من رصد عدد من المواقع الشيشانية، مشيراً الى توافر معلومات عن وجود زهاء 80 مقاتلاً في منطقة فيدنيو و400 آخرين يتوزعون في مناطق بيلتين وكورتشاي وميخكتي. مقاتلون عرب وأضاف المصدر نفسه، ان بين مجموعات المقاتلين الذين رُصدوا زهاء 50 عربياً في منطقتي بينوا وبيلين. ومن جهة أخرى قال القائد العسكري الداغستاني في المنطقة الحدودية الجنرال محمد تينا محمدوف إن لدى رئاسة الأركان معلومات مؤكدة عن وجود القائد الميداني العربي الاصل "خطاب" في منطقة نوجاي يوركوسكي التي تقع على الحدود مع داغستان. وأكد رئيس ادارة الحدود الداغستانية امير عزاين هذه المعلومات، لكنه قال إن عملية قتل خطاب أو اعتقاله بالغة الصعوبة بسبب طبيعة المنطقة المليئة بالغابات. وقال إن خطاب الذي وصفه ب"الذئب الخبير" شديد الحذر ومن الصعب الايقاع به.