سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العملية استهدفت التمويه على نقل باسايف "المصاب" إلى جورجيا وأدت إلى مقتل 9 من حرس الحدود . مجموعة شيشانية "تضم عرباً" تفاجئ الروس وتقتحم بلدة في داغستان ثم تنسحب الى الجبال
نفذت المقاومة الشيشانية تسللاً هو الأوسع من نوعه خلال هذا العام الى مناطق في داغستان المجاورة للجمهورية الشيشانية. وقالت مصادر عسكرية روسية إن مقاتلين عرباً شاركوا في العملية التي تخللها تبادل اطلاق نار وخطف رهائن، فيما ترددت معلومات ان الهدف منها كان التغطية على مخطط لنقل زعيم الحرب الشيشاني شامل باسايف الى جورجيا للعلاج بعد اصابة بالغة تعرض لها. وأقدم نحو ثلاثين مقاتلاً شيشانياً على اقتحام بلدة شاوري شمال داغستان في وقت مبكر امس. وأحكموا سيطرتهم عليها لأكثر من اربع ساعات قبل ان تتدخل قوات كبيرة من حرس الحدود الروس لطردهم. وذكرت مصادر روسية ان المجموعة الشيشانية احتلت مستشفى واحتجزت اربعة من العاملين فيه رهائن قبل ان تنسحب نحو منطقة جبلية مجاورة. وأشار عسكريون روس الى ان العملية خطط لها في شكل دقيق، اذ نجح المهاجمون في فتح ثغرة في الحصار الذي فرض على البلدة، وأوقعوا وحدة حرس الحدود الروس في مكمن، اثناء محاولتها تعقبهم خلال انسحابهم. وأسفرت مواجهات ضارية وقعت في المنطقة عن مقتل تسعة من حرس الحدود بينهم قائد الوحدة، فيما لم يعلن عن اصابات في الجانب الشيشاني. وأعلنت مصادر روسية ان المهاجمين تمكنوا من الوصول الى منطقة جبلية شديدة الوعورة بعدما انقسموا الى ثلاث مجموعات فروا على متن شاحنات جهزت لهذا الغرض. وزجت القوات الروسية بأعداد كبيرة من وحداتها، كما شاركت مروحيات عسكرية في تمشيط المنطقة. وذكر عسكريون روس ان اجراءات مشددة اتخذت للحيلولة دون تمكن المقاتلين من الوصول الى الحدود الجورجية مع روسيا. المرتزقة العرب وشكل الهجوم صدمة للأوساط العسكرية التي اكدت اكثر من مرة ان المقاومة فقدت القدرة على شن عمليات واسعة. وعاد مسؤولون عسكريون الى ترديد نغمة مشاركة "المرتزقة العرب" الذين تحملهم المصادر العسكرية المسؤولية عقب كل إخفاق تواجهه في الشيشان. وذكر سكرتير مجلس الأمن القومي الشيشاني رودنيك دودايف ان مقاتلين عرباً يقفون وراء الهجوم الأخير. واعتبر انهم حاولوا الوصول الى الأراضي الجورجية عبر داغستان. وقال ان العملية تعد نسخة مكررة عن الهجوم الذي قاده العربي خطاب على مناطق داغستانية عام 1999 وكان الشرارة التي اشعلت الحرب القوقازية الثانية. وعلى الصعيد نفسه ذكر الجنرال فاليري بارانوف قائد الوحدات الروسية في الشيشان ان موسكو ما زالت تواجه نحو 300 الى 400 عنصر من المرتزقة الأجانب في الشيشان. واعتبر انهم يشكلون عصب المقاومة الشيشانية. محاولة تمويه لكن مصادر محلية في داغستان اشارت الى احتمال ان يكون هجوم امس، استهدف التغطية على عملية اخرى سعت المقاومة الشيشانية الى تنفيذها عبر الحدود الروسية - الجورجية. ولفتت المصادر الى ان المقاتلين لم يحاولوا التحصن في مواقعهم كما حدث في هجمات سابقة مماثلة، ما يرجح فرضية ان الهجوم استهدف لفت الأنظار عن محاولة لنقل زعيم الحرب الشيشاني شامل باسايف الى جورجيا المجاورة تمهيداً لايصاله الى تركيا للعلاج بعد اصابة بالغة تعرض لها اخيراً. ولوحظ ان تلك الفرضية ترددت بقوة في الشيشان من دون ان يصدر عن موسكو نفي او تأكيد لها. اختبار العلاقة مع جورجيا الى ذلك، شكل الهجوم اول اختبار جدي للعلاقات بين روسيا والقيادة الجورجية الجديدة في ما يتعلق بالملف الشيشاني. ومعلوم ان موسكو اتهمت اكثر من مرة في السابق القيادة الجورجية المخلوعة بالتواطؤ مع المقاومة الشيشانية وتسهيل عبور المقاتلين للمناطق الحدودية. ولوحظ ان الجورجيين سارعوا الى التشديد على ان اجراءات صارمة اتخذت لمنع المقاتلين من التسلل الى الأراضي الجورجية. ونفى مسؤول حرس الحدود الجورجي شلف لونداريدزا بشدة معلومات تحدثت عن ان المجموعة المهاجمة دخلت الى داغستان من مناطق جورجية. وقال ان قواته ستتعاون مع القوات الروسية لتعقب الهاربين. وفي اول اجراء جدي مشترك منذ نحو عام، اعلن امس عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية على الحدود الروسية - الجورجية لمنع تسلل مقاتلين من وإلى المنطقة الحدودية. ورأى مراقبون ان القيادة الجورجية الجديدة تسعى الى عدم الخوض في سجال مع موسكو حول الملف الشيشاني، خصوصاً انها تحضر لانتخابات رئاسية خلال الأسابيع المقبلة.