} بعد يوم واحد من اعلان موسكو تحقيق "انتصار باهر" في الشيشان، اعترفت القيادة العسكرية الروسية بأن معارك ضارية تجرى في مختلف انحاء الشيشان. وأكد رئىس الإدارة المدنية احمد قادروف ان الوضع "متوتر" واتهم الروس بممارسة الاعتقال الاعتباطي. وصف وزيرا الدفاع والداخلية الروسيان مقتل القائد الميداني الشيشاني آربي بارايف بأنه انتصار يعني نقلة مهمة في "حملة مكافحة الارهاب". واعترف موفسار بارايف ابن اخ آربي بمصرع عمه. وذكر انه عيّن بدلاً من عمه آمراً ل"اللواء الاسلامي" الذي يضم 400 مسلح. وأكد ان موسكو لم تتعظ من دروس سابقة ولم تدرك ان الحرب لم تتوقف حتى بعد مصرع الرئىس السابق جوهر دودايف. وفي تأكيد على ذلك، وردت تقارير عن معارك ضارية في مختلف ارجاء الشيشان، وعلى الحدود مع جورجيا، حاولت القوات الروسية تطويق مجموعة من المقاتلين واستخدمت المروحيات في معركة استمرت طوال يوم امس. وفي منطقة شاروي الجبلية المرتفعة استمرت اشتباكات ضارية مع مجموعة من 100 مقاتل. وأرسلت امدادات من وزارة الدفاع تساندها طائرات "سي24" للمشاركة في المعركة التي ذكرت القيادة الروسية انها مستمرة منذ 30 ساعة وأدت الى مصرع 15 مسلحاً بينهم عربي. واشار موقع "صوت القوقاز" على الانترنت الى ان معركة شاروي مستمرة منذ ثلاثة ايام. وقال ان ما لا يقل عن 25 جندياً وضابطاً روسياً قتلوا خلالها ودمرت خمس مدرعات. وامتدت المعارك لتشمل الخان قلعة وهي اكبر قاعدة عسكرية روسية في الشيشان. وكان قتل بالقرب منها آربي بارايف. وذكر صحافيون ميدانيون ان زهاء 25 مقاتلاً شيشانياً هاجموا طابوراً عسكرياً روسياً وحاولوا دخول الخان قلعة لاسترداد جثة بارايف. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن قيادة المجموعة الروسية ان وحداتها في غروزني تعرضت ليل اول من امس الى اطلاق نار كثيف ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى لم يكشف عددهم. وذكرت وزارة الداخلية الروسية ان مجهولين هاجموا رجالاً من الوحدات الخاصة التابعة للوزارة في غروزني وقتلوا اثنين منهم ثم انسحبوا بعدما غنموا اسلحة. ورأى المراقبون ان اعتراف القيادة العسكرية الروسية بأنها تواجه مجموعات من 50 شخصاً الى مئة في مختلف المناطق، يدحض ما أعلن سابقاً عن تصفية التشكيلات الكبيرة. ومع تصاعد القتال مجدداً، اعلن عدد من اللاجئين الشيشانيين في انغوشيتيا اضراباً عن الطعام مطالبين بوقف الحرب والتفاوض مع الرئىس اصلان مسخادوف. إلا ان مساعد الرئيس الروسي لشؤون المعلومات سيرغي ياسترجيمبسكي قال ان المفاوضات مع مسخادوف "لا معنى لها ... فهو لا يمثل احداً". ومعروف ان موسكو كانت عيّنت حاكماً للشيشان هو المفتي السابق احمد قادروف الذي اضطر امس الى الاعتراف بأن الوضع "متوتر وصعب". وأضاف: انه يتفاقم بسبب "اعمال النهب اثناء عمليات "التطهير" التي تقوم بها القوات الروسية وبفعل اعتقال اعداد من المواطنين من دون مبرر". وختم قائلاً: "نحن نجعل الناس تنفر منّا".