دعت "كتائب شهداء الاقصى" الذراع العسكرية لحركة "فتح" رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء الى عدم لقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون قبل ان يتم اطلاق الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية ورفع الحصار عن الرئيس ياسر عرفات. وقال احد قياديي "كتائب شهداء الاقصى"، من دون ان يذكر اسمه، لعدد من ممثلي وسائل الاعلام: "نحن ضد أي لقاءات شارونية من دون الافراج عن الأسرى ورفع الحصار عن الرئيس عرفات". ونظمت "كتائب شهداء الاقصى" مسيرة حاشدة في مدينة غزة، وعرضاً عسكرياً في مدينة خان يونس ظهر امس، شارك فيهما آلاف من انصار "فتح" يتقدمهم مئات المسلحين من الملثمين وغير الملثمين. ورفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وصور عرفات وأمين سر "فتح" في الضفة المعتقل مروان البرغوثي، فيما اطلق المسلحون النار بكثافة في الهواء. وحمل بعض المسلحين قاذفات صواريخ "آر بي جي". وسار المشاركون من مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في غزة وصولا الى مقر المجلس التشريعي الموقت مروراً في شارع عمر المختار. وبدا واضحاً ان المشاركين في المسيرة، هم من مؤيدي وزير الامن الداخلي السابق محمد دحلان، علماً ان "كتائب شهداء الاقصى" في قطاع غزة منقسمة الى جناحين، أحدهما يؤيد دحلان، والآخر يؤيد عرفات. ورأى مراقبون ان الهدف من المسيرة هو عرض لقوة دحلان، اضافة الى الهدف المعلن المتمثل في دعم قضية الأسرى والمعتقلين التي تراوح مكانها ضد سنوات عدة بسبب رفض اسرائيل اطلاقهم. وتعكس المسيرة انقساماً واضحاً في صفوف "فتح" التي يشغل دحلان عضوية مجلسها الثوري، وتعبر عن افتراق التيارين داخلها. وفي حديث الى الصحافيين، قال "ابو جندل" احد قياديي "كتائب شهداء الاقصى": "باسم الكتائب وكل الاحرار نؤكد رفضنا المطلق لكل من يوقع على اتفاق وثيقة جنيف"، معتبراً أن "كل من خرج ووقع على اتفاق جنيف لا يمثل الا نفسه". وشدد على ان "الخيار الأول والأخير لشعبنا هو المقاومة". وقال: "جئنا اليوم لتأكيد حق الأسرى في الحرية وضد جدار الفصل العنصري"، و"ان اللغة التي يفهمها العدو هي لغة الرصاص والمقاومة، وان الخيار الاول والأخير سيبقى العمليات الاستشهادية". واتهم قريع بالوقوف وراء موقعي وثيقة جنيف. وقال ان "من خرج للتوقيع على اتفاق جنيف لم يخرج من تلقاء نفسه، بل بالايعاز من الحكومة الفلسطينية... ونتوجه الى القائد العام عرفات ان يكف يضع حداً لهذه العناصر عن توقيع اتفاقات الذل والهزيمة". وحدد ملثم آخر ثلاثة مطالب من حكومة "ابو علاء"، في كلمة له امام الجموع المحتشدة في باحة المجلس التشريعي. وأول هذه المطالب هو "التمسك بالافراج عن الأسرى والمعتقلين لأنهم مفتاح الحرب والسلام"، مشدداً على أنه "لا هدنة من دون الافراج عنهم". وثانيها "هدم جدار الفصل العنصري اذ لا يمكن اجراء مفاوضات من دون ازالة الجدار". وثالثها "فك الحصار عن قائد المسيرة ابو عمار". وفي مدينة خان يونس، نظمت "الكتائب" مهرجانا حاشدا في جامعة القدس المفتوحة وعرضاً عسكرياً أمام مقر الجامعة للغرض نفسه. وندد المشاركون في المهرجان والعرض العسكري بوثيقة جنيف والموقعين عليها. وطالبوا باطلاق الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الاسرائيلي، ورفع الحصار عن عرفات.