يزور الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة باريس في 19 كانون الأول ديسمبر الجاري لحضور احتفالات اختتام السنة الجزائرية في فرنسا. ويتوقع أن تكون هذه الزيارة المحاولة الأخيرة لدفع الرئيس جاك شيراك إلى اقناع الملك محمد السادس بجدوى حضور قمة اتحاد المغرب العربي المقررة في الجزائر في 23 و24 الشهر الجاري. وتضاءلت آمال عقد القمة المغاربية في الجزائر مجدداً، بعد فشل محاولتين لعقد لقاء يجمع بوتفليقة مع الملك محمد السادس، على هامش أعمال قمة مجموعة "5 " 5" في تونس الأسبوع الماضي. وفي حين لمح الوزير الجزائري المنتدب للشؤون المغاربية والافريقية عبدالقادر مساهل إلى إمكان عقد القمة المغاربية حتى من دون مشاركة الملك محمد السادس، في تصريحات نشرتها يومية "لوكوتديان دوران"، أكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" أن الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع لم يؤكد بعد حضوره هذه القمة. ولم تنجح الوساطات الفرنسية والأميركية في التقريب بين الجزائر والمغرب في شأن القضايا الخلافية، خصوصاً النزاع في الصحراء الغربية الذي تنظر إليه الرباط على أساس أنه مشكل "سيادة ترابية تقف الجزائر وراءه"، فيما تعتبره الجزائر ملفاً يتعلق ب"تصفية الاستعمار". وكان الرئيس الجزائري أعرب عن أمله في عقد القمة المغاربية المؤجلة منذ 1995 قبل نهاية السنة في الجزائر. وعلم أن "الفتور" الذي أبداه المغرب إزاء عقدها في الجزائر دفع وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم إلى عدم مرافقة بوتفليقة في زيارته الرسمية لكوريا الجنوبية والتي انتهت، والبقاء في الجزائر من أجل تكثيف الاتصالات مع العواصم المغاربية لتجنب فشل عقد القمة مجدداً. وكانت قمة مماثلة ألغيت في اللحظة الأخيرة في منتصف حزيران يونيو 2002، بعد رفض كل من المغرب وموريتانيا حضورها بسبب خلافات مع كل من الجزائر وليبيا.