توجه أمس السبت رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد عبد العزيز بلخادم إلى العاصمة الليبية طرابلس للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي هو الأول منذ إعلان ليبيا تخليها عن رئاسة الاتحاد بدعوى ما وصفته «تعثر مسيرة الاتحاد والخروقات الكثيرة من بعض الأعضاء». وحسب بيان وزارة الخارجية بالجزائر الذي وصل مكتب «الرياض» فإن عبد العزيز بلخادم يشارك في الاجتماع إلى جانب جميع ممثلي الدول الأعضاء وهي تونسوالجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا. ويعد هذا الاجتماع الذي لم يكشف بيان وزارة الخارجية الطرف الذي دعا إلى عقده باعتبار أن رئاسة الاتحاد ما تزال في يد الجماهيرية رغم إعلانها مؤخرا قرار تخليها عن رئاسة الاتحاد أول رد فعل رسمي من لدن أعضاء الاتحاد وأول تحرك يقومون به في اتجاه السعي إلى محاولة إقناع ليبيا عن التخلي عن قرارها لما يشكل من إضعاف جديد لهيكل الاتحاد الذي يشكو التجميد والتسويف منذ آخر قمة عقدها قادته بتونس العام 1994. كما يعد خطوة أخرى لرأب الصدع وحمل ليبيا بكل ما يتوفر لدى وزراء خارجية دول الاتحاد من وسائل إقناع على التراجع عن قرارها الذي اعتبرته تعاليق الملاحظين آخر الحلقات في مسلسل التفجير «العمدي أو غير العمدي» لهيكل الاتحاد المغاربي الذي سيمر على ذكرى تأسيسه شهر فبراير المقبل 16 عاما بكاملها، وهذا بعدما كانت المملكة المغربية أعلنت مباشرة بعد آخر قمة انعقدت بالعاصمة التونسية في شهر أبريل 1994، وكانت السادسة في عمر الاتحاد، تجميد عضويتها في الاتحاد تحت ذريعة استمرار الجزائر في دعم جبهة البوليساريو واحتجاجا على غلق الحدود من جانب الجزائر.وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هاتف نظيره التونسي زين العابدبن بن علي لبحث طرق مواصلة عمل الاتحاد لتفادي المزيد من التعثر.. وقالت تحاليل المراقبين وقتها ان هذه الدعوة ستبقى صماء لا حياة لها ولا أثر مثل سابقاتها بعدما أظهر قادة المنطقة عجزا غير مسبوق رغم الضغوطات الدولية (الأمريكية بالأخص) على تحديد موعد انعقاد القمة ضمن النقاط التي لم تحسم بعد على الرغم من تأكيداتهم بشكل فردي في عديد المناسبات على ضرورة عقدها وهو ما كان يفسر بأن هذه التأكيدات كانت تصب في اتجاه واحد وهو استبعاد أي قمة من دون توصل الجزائر والرباط إلى اتفاق بهذا الخصوص، هذا فضلا عن عجزهم السابق في إنجاح القمة السابعة في الجزائر بعد استحالة تأمين حضور ملك المغرب محمد السادس والرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع، الأول بسبب التوتر مع الجزائر على خلفية قضية الصحراء الغربية، والثاني بسبب شبهة تورط ليبيا في محاولة الانقلاب الفاشلة ضده قبل أشهر، وهي القمة التي حاول الرئيس التونسي زين العابدين بن علي التقليل من وطأة فشلها بقيامه بعد أسبوعين بزيارة إلى الجزائر دخلت في إطار ثنائي وجاءت ردا لجميل الرئيس بوتفليقة الذي لبى دعوة نظيره التونسي للمشاركة في القمة الأورو متوسطية (5+5) التي استضافتها تونس بداية ديسمبر 2003.