جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس دعوته الجزائر الى الحوار لحل المشاكل العالقة وان رهنها بتفعيل البناء المغاربي. وقال في خطاب ليل الخميس لمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء التي مكنت المغرب من ضم الصحراء عام 1975 ان بلاده ظلت ترى في الاتحاد المغاربي خياراً استراتيجياً لا تراجع عنه"، مؤكدين من اجل ذلك تشبثنا الراسخ بأواصر الاخوة داعين الجزائر الشقيقة الى العمل سوياً لحل المشاكل التي تعوق تحقيق تطلعات شعوبنا الشقيقة الى بناء صرح مغاربي عتيد، قوامه التفاهم والاستقرار والوئام والوحدة والتقدم والسلام" لكنه في مقابل ذلك دعا الشعب المغربي الى "التزام اليقظة والتبصّر" في مواجهة تطورات قضية الصحراء و"اعتماد استراتيجية قوامها ترسيخ صرحنا الديموقراطي الذي هو مكمن قوتنا في الدفاع عن عدالة قضيتنا والتفعيل الامثل لديبلوماسية هجومية". ووصف الموقف المغربي حيال التأويل غير السليم لقرار مجلس الامن رقم 1495، في اشارة الى التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان، انه ابان في الموقف الموحد للمغاربة "الرافض لأي مساس بالسيادة والوحدة" وشرح في اول موقف رسمي حيال تلك التطورات ان منطق الشرعية الدولية يقتضي "التفاوض المسبق بشأن اي حل سياسي والقبول المشترك لاجراءات تنفيذه" في اشارة الى عدم صلاحيات مجلس الامن في فرض اي حل غير متفق عليه بين الأطراف كافة. وقال العاهل المغربي ان جنوحنا للسلم وتشبثنا بالتفاوض الاتفاقي لا يجوز ان يؤولا بنوع من الضعف المغلوط" مؤكداً ان نزاع الصحراء "لا يعتبر مسألة تصفية استعمار" وانما "شكل مصطنع في الاتجاه المعاكس للوحدة المغاربية في عالم لا يمكن التعامل فيه الا بمنطق التكتلات القوية، القائمة على الديموقراطية والاندماج الاقتصادي" ورأى ان المغرب ملتزم مبدأ التسوية السلمية للخلافات مؤكداً استمرار تعاونه مع الاممالمتحدة "متمسكاً بالاطار المعتمد من قبل المجتمع الدولي منذ 2001 في تأكيد على البحث عن الحل السياسي المعروف بالحل الثالث، بعدما اتضح للمجموعة الدولية عدم قابلية تنفيذ خطة التسوية لعام 1991". غير انه اضاف: "ان اي مبادرة منافية للمقومات الاساسية للحل السياسي لن تزيد الاجماع الوطني الا صموداً بل من شأن ذلك الزج بالمنطقة كلها في دوامة عدم الاستقرار بدل التعاون للقضاء على الارهاب والتطرف" وخلص الى ان المغرب "لن يقبل اي حل مطروح لا يستجيب لحقوقه المشروعة" في تأكيد للطبعة الاولى لخطة الوسيط الدولي جيمس بيكر التي رهنت الحل السياسي بمنح اقليم الصحراء حكماً ذاتياً في اطار السيادة المغربية. الى ذلك ذكرت مصادر رسمية، ان العاهل المغربي الملك محمد السادس تلقى اتصالاً هاتفياً من الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عرض فيه "تدخل الدولة الليبية لدى الجمهورية الجزائرية الشقيقة لإطلاق سراح المحتجزين المغاربة في الجزائر" مؤكداً انه على اثر ذلك التدخل سيتم اطلاق اعداد منهم.