الرباط - "الحياة" - أعلن مسؤول مغربي بارز ان المغرب سيُعيد طرح التسوية السياسية "كحل وحيد" لتجاوز ازمة الصحراء الغربية. وقال المسؤول الذي رفض كشف اسمه ل"الحياة" ان جولة المحادثات المرتقبة بين المسؤولين المغاربة والوسيط الدولي جيمس بيكر منتصف الشهر الجاري ستُركّز على "التسوية السياسية التي تدعمها القوى الكبرى"، في اشارة الى الحل السياسي او ما يُعرف ب"الاتفاق الإطار" الذي اعلنت واشنطن وباريس ولندن دعمها له في مقابل تحفظ روسي وصيني. ويقضي "الاتفاق الاطار" بمنح الاقليم الصحراوي حكماً ذاتياً تحت سيادة المغرب، لكن الجزائر طرحت خطة لتقسيم الصحراء رفضها المغرب. والخطة اضافة الى "الاتفاق الاطار" ضمن اربعة حلول عرض اليهم تقرير الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الاخير لتسوية النزاع، وتشمل العودة الى خطة الاستفتاء او سحب بعثة الاممالمتحدة الى الصحراء "مينورسو". ودعا المسؤول المغربي الجزائر الى "عدم هدر الوقت على حكومات المنطقة والانضمام الى جهود الوحدة المغاربية وتفادي انقسامات اضافية". وكان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى قال في وقت سابق ان نجاح المشروع المغاربي يتطلب "مكاشفة واضحة للمواقف في شأن جميع القضايا"، لكنه اعتبر على هامش اجتماعات الجزائر ان لقاء الجزائر "محطة اخرى على طريق البناء واعادة النظر في كل قضايانا". وزاد: "ان المطلوب هو تأهيل الاتحاد المغاربي العربي ليكون كما تريده شعوبنا مؤسسة لها وزنها وتعكس حقيقة اليمة التي يتمتع بها الاتحاد المغاربي". وكان رئيس الوفد المغربي الى اجتماع لجنة المتابعة في الجزائر السيد محمد أزروال رهن خطوات النهوض بالاتحاد ب"حل كل الخلافات" واضاف "مغربنا العربي لن يتجسّد إلا اذا خلقنا تشابكاً حقيقياً وعملياً للمصالح بين دولنا في مختلف المجالات". لكنه عبّر عن الامل في ان "نخطو الخطوة الصحيحة وان نضع اقدامنا على الطريق السليم الذي يؤدي بنا الى الهدف". ودعا أزروال الى تغليب "فكر الجماعة والتجمع، اذ لن يكون في قدرتنا ان نقلع من دون ثقافة التقارب والتضامن". ورأى مراقبون في كلام المسؤول المغربي اشارة واضحة الى الموقف من الصحراء الغربية الى تُسمّم الأجواء بين الرباطوالجزائر، وذلك قبل اسبوعين من زيارة مرتقبة للوسيط جيمس بيكر الى المنطقة وأسابيع من عرض كوفي أنان تقريره الجديد عن النزاع.