طبيب بيطري يعمل في مديرية الثروة الحيوانية قبل الظهر، وبعد الظهر يعمل في عيادة خاصة يملكها مستخدم في المديرية. هو نموذج للانسان المتوسط، لديه جملة من المعاناة والاحباطات سواء مهنية تتمثل في الصراع بين قيمه وبين متغيرات الحياة التي تحدث حوله، أو أسرية ترتبط بالعائلة، إذ يصطدم بطبيعة أحلام أولاده وفشلهم الدراسي... ووسط كل هذه المساحة السوداوية من المشكلات تتحول الشخصية الى شخصية تنظر وتتعاطى مع الأمور والمشاكل بنظرة سوداوية ساخرة... باختصار هي شخصية تراجيدية كوميدية تنشر جملة من المفارقات عبر الإحساس بالقهر الذي تعانيه معظم شرائح الطبقة المتوسطة. هذا ما يمكن قوله بالخطوط العريضة عن ظافر عتم الليل بطل المسلسل السوري "زمن الصمت" تأليف محمود الجعفوري، اخراج سمير حسين، من انتاج شركة الشرق للانتاج والتوزيع الفني. لكن ضمن ازدحام القنوات بالمسلسلات "الرمضانية" ما الذي يجعل المتفرج ينجذب لعمل دون آخر؟ ربما كان عامل الجذب الأول هو قرب العمل من المتلقي وحياته اليومية وملامسة اشكالياته ونقلها بقالب بسيط شكلاً وعميق مضموناً. وان رغب بالكوميديا، فليس بتلك التي تسخر منه، بل من الموقف الذي يعترضه. ويرى مخرج العمل ان الخوض في غمار الكوميديا صعب جداً ومعقد ان أراد تقديم مادة تحترم عقل المتفرج. ويضيف: "عادة الأعمال الكوميدية المألوفة للناس تعتمد على الممثل المحبوب والنكتة المستهلكة ويتم الانتهاء منها بسرعة قياسية كبيرة". ولا بد لهذا المزيج من جذب المتلقي خصوصاً ان اقترن بنجوم تابعت أعمالهم الأوساط الشعبية والفنية، أمثال: أيمن زيدان، صباح الجزائري، أمانة والي، نورمان أسعد، عباس النوري، حسن عويتي، أيمن رضا، وائل زيدان، وشادي زيدان. ويرى أيمن زيدان ان "العمل المؤثر هو الذي يمثل الناس ويعبر عنهم بصدقية". ربما لهذا اعتدنا رؤيته في هذا النوع من الكوميديا إذ انه ميال للأدوار الساخرة: "أرى الحياة وكل ما يجري حولنا جدير.