من يتتبع خارطة إنتاجنا الدرامي التليفزيوني الخليجي يرى أن مساحة الإنتاج الكوميدي تطغى على غيرها من أنواع الإنتاج ولا أعلم ما السر في هذا التهافت الشره من قبل تلك القنوات والمنتجين على الدخول في عالم الكوميديا الصعب رغم أن صناعة عمل كوميدي يحتاج إلى إبداع كبير وأدوات كثيرة، للأسف الكثير من الفنانين والمنتجين لدينا لا يملكها حتى يقدم عملا يستطيع أن يسرق من خلاله الابتسامة من شفاه جمهورنا المليء صدره وقلبه بمآسي الحياة المختلفة، ولا أدل على ذلك من السقوط المدوي لأعمال كوميدية كانت في السابق مثالا لزرع الابتسامة على شفاهنا وعلى سبيل المثال لا الحصر مسلسل «طاش ما طاش» الذي باعتراف نجومه فقد كاريزما القبول عند الجمهور وذلك لتشبع المشاهد من طرح قضاياه بشكل تهريجي، بعيدا كل البعد عن الكوميديا المميزة. وللأسف الشديد ما زالت هناك قنوات تراهن على إنتاج تلك الأعمال مع أشباه فنانين أصبحوا يسيئون لاسم تلك القنوات أمام جمهورها ويضعونها تحت مجهر النقد اللاذع من قبل الجميع بحجة أنهم أسماء رنانة وأنا معهم فعلا في ذلك، فهي أسماء فقط على الورق، أما من الداخل فلا يملكون أي حس كوميدي مقنع وبشهادة كل من يتابعهم. لو نظرنا إلى خارطة الإنتاج الدرامي الخليجي فإن أي عمل كوميدي لا يتجاوز عرضه القناة التي أنتجته وقد يعرض في قناة أخرى لأسباب شخصية وتبادل مصالح بين القنوات، أما العمل التراجيدي فإنه يظهر في عدد كبير من القنوات الكبرى والمتوسطة والكل يتنافس على الفوز بعرضه عرضا أول في قناته وهذا أكبر دليل على نهم وعطش الجمهور الخليجي لرؤية واقعه وسلبيات مجتمعه في عمل تراجيدي مؤثر وعدم رؤيته في سيرك تحت اسم مسلسل كوميدي. إلى متى مسؤولو القنوات التليفزيوينة مغيبون عن حقيقة أن الإنتاج الكوميدي أصبح من الماضي وأصبح كمباراة بدون جمهور. نصيحة «ببلاش» وليست بجمل كما تقول حكمة تراثنا القديم: من يريد النجاح وكسب الجمهور لقناته فليطلق رصاصة الرحمة على الإنتاج الكوميدي.