اعرب رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف احمد قريع ابو علاء امس عن الرغبة في استئناف المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية، فيما اعلن نظيره الاسرائيلي ارييل شارون من موسكو معارضته اقتراح روسيا طرح "خريطة الطريق" على مجلس الأمن الدولي لإقرارها وجعلها مشروعاً دولياً ملزماً. واكد "ابو علاء" أمس أنه يعمل لتشكيل حكومة موسعة عادية "تفتح الطريق أمام حوار وطني جاد واتصالات مع الجانب الاسرائيلي لإزالة العدوان القائم والعودة الى المفاوضات". وبقي الخلاف مستمراً بين "ابو علاء" والرئيس ياسر عرفات على مسألة من يتولى منصب وزير الداخلية. راجع ص 5 و6 وفيما اشار قريع في مؤتمر صحافي امس الى امكان عقد لقاء بينه وبين شارون، موضحاً ان القضايا الرئيسة هي "وقف النار وتحييد المدنيين ووقف الحصار والعدوان"، نقل عن شارون الذي انهى امس زيارة يومين لموسكو انه ابلغ مضيفيه الروس ضرورة احترام الموازاة بين استعداده لتقديم "تنازلات مؤلمة" مقابل سلام وطيد، وبين "حق اسرائيل في السيطرة على أجزاء أرض اسرائيل فلسطين التاريخية التي هي مهد ميلاد الشعب اليهودي" وانه عنى بذلك الخليل وبيت لحم و"القدس الموحدة"! وبقي شارون على تعنته وموقفه المتصلب من استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين اذ اكد في رده على سؤال للصحافيين هل سيكون "اكثر سخاء" مع "ابو علاء" مقارنة بموقفه من "ابو مازن"، ان "ما سيفعله هو ما سيحصل عليه. هل يمكن لأحد ان يأخذ على نفسه هذه المخاطرة؟ اذا قاموا بتصفية الارهاب وفككوا منظماته فهذا وضع. واذا لم يفعل، فهذا وضع آخر". ورأى المعلق السياسي في اذاعة الجيش ان تصريحات شارون المتفائلة بانجاز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين تأتي على خلفية "انتقادات داخل اسرائيل وفي العالم للجمود السياسي والمبادرات السياسية المختلفة التي انطلقت أخيراً ولم تعجبه" ليضيف ان شارون يريد الحديث عن عملية سلمية يقودها بنفسه، وفي المقابل يجهض أي مبادرة أخرى مثل تلك التي رغبت روسيا باطلاقها عبر طرح "خريطة الطريق" على مجلس الأمن الدولي. وذكرت مصادر روسية مطلعة امس ان شارون اخفق في اقناع المسؤولين الروس بوجهة النظر الاسرائيلية حول ضرورة تأجيل عرض مشروع قرار روسي على مجلس الأمن يحول خطة "خريطة الطريق" الى قرار ملزم للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. وذكرت مصادر روسية ان شارون "لم يكن راضياً" عن الردود التي تلقاها أثناء عرض ملف "الخريطة"، ولفتت الى انه صعد لهجته خلال خطاب ألقاه مساء أول من امس في اجتماع للمنظمات اليهودية في روسيا وقال فيه ان اسرائيل: "لن تبدأ في تنفيذ الخطة قبل تغيير الحكومة الفلسطينية في شكل جذري". واخفق شارون في اقناع المسؤولين الروس بوجهة نظره حول التعاون النووي بين روسيا وايران. وذكر ناطق في وزارة الطاقة الروسية امس ان موسكو اكدت تمسكها بالتعاون مع طهران في استكمال بناء محطة بوشهر النووية التي وصفتها بأنها مخصصة للاغراض السلمية. لكن اتفاقات التعاون العسكري بين الجانبين بحثت بإيجابية كما في اللقاءات الماضية. حالة الاطفال الاسرائيليين من جهة اخرى، وصف مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة مشروع القرار الاسرائيلي حول حالة الاطفال الاسرائيليين ومساعدتهم بأنه محاولة "مثيرة للسخرية وفجة وسخيفة" تعكس "العقلية الاسرائيلية التي لا تأبه بمعاناة الطفل الفلسطيني وتستخف بالامور الى هذه الدرجة". واضافل"الحياة": "هذه حماقة ومسخرة يجب ان تدان". واشار القدوة الى ان مشروع القرار الاسرائيلي، وهو الاول الذي تتقدم به اسرائيل الى الاممالمتحدة، يحاول محاكاة "مشروع قرارنا" في شأن حالة الاطفال الفلسطينيين تحت الاحتلال. واضاف ان حالة الطفل الفلسطيني هي "الوحيدة للاطفال المحرومين من كل حق وارد في اتفاقية الطفل اذ لا دولة لهم ولا حقوق انسان ولا تنمية ولا جنسية". وزاد القدوة ان مشروع القرار الاسرائيلي الذي سيشدد على "حاجة الاطفال الاسرائيليين الماسة للعيش في حياة طبيعية خالية من الارهاب والدمار والخوف" ينطوي ليس فقط على "اعتبار معاناة اطفالنا مسألة تسلية، وانما ايضاً يعكس نوعا من السخرية بالضحايا من الاطفال الاسرائيليين لاسباب سياسية".