سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تستبق زيارة رئيس الوزراء بمشروع قرار في مجلس الأمن يحول "خريطة الطريق" إلى قرار ملزم . عرفات يعرض على بوتين "ورقة للضغط" على شارون : العودة إلى المفاوضات في إطار هدنة متبادلة
دعا الرئيس ياسر عرفاتموسكو إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاعتداءات على الفلسطينيين، وأكد استعداد الجانب الفلسطيني للتوصل إلى اتفاق لوقف النار والعودة فوراً إلى المفاوضات في إطار التزام متبادل بين الجانبين. وأشاد الرئيس الفلسطيني في رسالة بعثها إلى الرئيس فلاديمير بوتين بالموقف الروسي الثابت ازاء تطورات الأوضاع في المنطقة، وناشد موسكو تكثيف الجهود في إطار اللجنة الرباعية من أجل حمل إسرائيل على وقف عدوانها على الشعب الفلسطيني والتراجع عن خططها لبناء "الجدار الفاصل". وسلم الرسالة وفد فلسطيني برئاسة عضو اللجنة التنفيذية أميل جرجوعي والذي أنهى أمس الجمعة زيارة إلى العاصمة الروسية. وذكر السفير الفلسطيني في موسكو خيري العريدي ل"الحياة" أن رسالة عرفات تضمنت عرضاً للوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية ودعوة لموسكو للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي يبدأ غداً زيارة لموسكو. وقال العريدي إن عرفات عرض في رسالته استعداد الجانب الفلسطيني التوصل فوراً إلى وقف النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لتطبيق "خريطة الطريق" في إطار التزام متبادل بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. واعتبر ان العرض الفلسطيني يمنح موسكو ورقة لممارسة ضغوط على شارون. وأكدت مصادر ديبلوماسية روسية نية موسكو إثارة ملفات الاستيطان و"الجدار الفاصل" والممارسات الإسرائيلية الأحادية الجانب خلال المحادثات المنتظرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. وكانت موسكو دعت إلى سرعة تشكيل الحكومة الفلسطينية. وقال نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف خلال محادثاته مع الوفد الفلسطيني إن روسيا تشعر بالقلق المتزايد بسبب تدهور الأوضاع في المنطقة. وأشار إلى ضرورة "تدخل أكثر فعالية" من جانب المجتمع الدولي. كما أجرى الوفد الفلسطيني محادثات مع بطريرك موسكو وعموم روسيا اليكسي الثاني وسلمه رسالة مماثلة من عرفات. وأكد اليكسي الثاني ان الكنيسة "تكن احتراماً عميقاً للرئيس عرفات". ووجه "تحية إلى نضال الفلسطينيين من أجل الحرية"، وقال إن روسيا "تشعر بالمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني". مشروع قرار روسي في مجلس الأمن إلى ذلك، أعلن ممثل روسيا الدائم في الأممالمتحدة سيرغي لافروف أن بلاده تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يحول خطة "خريطة الطريق" إلى قرار ملزم للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأعرب المندوب الروسي عن أمله بأن يصوّت المجلس على مشروع القرار الروسي مباشرة بعد الإعلان عن تشكيل حكومة فلسطينية جديدة. ورجح أن يتم ذلك خلال الأسبوع المقبل، مضيفا ان موسكو تأمل بتبني هذا القرار في مجلس الامن "بالتوافق"، "اي بالتزامن مع اعلان تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة". لكن الولاياتالمتحدة اعلنت انها لن تدعم هذا المشروع، وقال نائب المندوب الاميركي في الاممالمتحدة جيمس كاننغهام في لقاء مع صحافيين: "نعتقد ان الوقت ليس ملائما". وقالت مصادر في مجلس الامن ان روسيا تريد ان يتزامن تبني القرار مع تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة، في حين تريد واشنطن العمل عليه بعد اختيار الحكومة. ويتزامن الاعلان عن مشروع القرار مع اعلان اسرائيل امس ان شارون سيبدأ غدا زيارة لموسكو تستغرق ثلاثة ايام ويجرب خلالها محادثات مع بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف ووزيري الخارجية ايغور ايفانوف والدفاع سيرغي ايفانوف. وتمر العلاقات بين شارون وبوتين بمرحلة حرجة بعد ان بدأت روسيا بالتودد علنا الى العالم الاسلامي ووجهت انتقادات قاسية للسياسات الاسرائيلية، خصوصا بناء "الجدار الفاصل" وساندت القرار السوري بادانة بناء الجدار. كما اعلن الكرملين على عجل زيارة شارون بعد يوم واحد من حضور بوتين قمة منظمة المؤتمر الاسلامي التي قال خلالها رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد ان اليهود "يحكمون العالم بالوكالة". وكان بوتين يجلس في الصف الامامي اثناء خطاب مهاتير وتجنب التعليق على تصريحات مهاتير. والمح بعض المحللين الى ان شارون يرغب في معرفة السبب وراء قرار بوتين حضور تلك القمة. ويتوقع المحللون ان تكون للزيارة نتائج ايجابية، خصوصا في ما يتعلق بقرار روسيا تأخير بناء اول مفاعل نووي ايراني.