بعث الرئيس الايراني محمد خاتمي، بعد يوم من اعترافه بمجلس الحكم الانتقالي العراقي، رسالة الى نظيره السوري بشار الأسد. وقالت مصادر رسمية سورية امس ان الأسد استقبل معاون وزير الخارجية الايراني محمد صدر وبحث معه في "تطورات الأوضاع في العراق والتنسيق بين البلدين في الأمور ذات الاهتمام المشترك". وكان مقرراً أن يجتمع صدر ايضاً مع نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام الذي اعلن أول من أمس ان بلاده طلبت "تأجيل" الزيارة التي كان مقرراً أن يقوم بها غداً الرئيس الدوري لمجلس الحكم رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني في اطار جولة تشمل ايران وتركيا وسورية. وجاء التأجيل بعد اعلان الخارجية السورية ان طالباني كرر في حديث نشرته "الحياة" الاسبوع الماضي "اتهامات تسيء الى سورية حكومة وشعباً"، وانضمامه الى "دعوات مشبوهة ومغرضة" في هذه الفترة، متجاهلاً نفياً رسمياً صدر في 7 الشهر الجاري، من ان وزير الخارجية فاروق الشرع "كان صرح ان المستفيدين الوحيدين من سقوط النظام السابق هم أميركا واسرائيل والاكراد". وفي حال حصول زيارة طالباني ستكون الاولى لرئيس دوري للمجلس الانتقالي الذي رفضت سورية الاعتراف به مع اعلانها الاستعداد ل"التعامل" مع اعضائه بصفتهم الحزبية، استناداً الى "علاقات الصداقة" التي كانت قائمة بينهم وبين دمشق، بالتزامن مع استمرارها باستقبال وفود عشائرية وسياسية وحزبية عراقية تسعى الى عقد مؤتمر وطني عراقي واسع يدعو الى انتهاء الاحتلال والى انتخابات حرة باشراف دولي لتشكيل حكومة شرعية وصوغ دستور جديد. وفيما اعترف الرئيس الايراني بالمجلس، معتبراً انه "قادر" على تولي ادارة شؤون البلاد وقيادتها الى الاستقلال، قال خدام: "الواضح ان مجلس الحكم الذي أسس فشل. وهناك بحث عن صيغ اخرى باتفاق بين الحاكم المدني بول بريمر وطالباني". وأشار الى أن سورية التي تواجه ضغوطاً أميركية واسرائيلية منذ سقوط النظام العراقي "اعلنت سياستها بشكل واضح: تريد أن ينتهي الاحتلال وأن تعود للعراق سيادته"، مؤكداً عدم وجود "قرار لدينا بالتدخل في الشؤون العراقية".