دعا الرئيس الحالي لمجلس الحكم العراقي الذي عينته الولاياتالمتحدة جلال طالباني الى تشكيل حكومة موقتة في اقرب وقت ممكن. فيما اعلن وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه قد يتم تسليم السلطة الى العراقيين في وقت اقرب مما كان متوقعاً. وقال طالباني امس: "اعتقد انه من المنطقي والضروري تشكيل حكومة موقتة قبل وضع الدستور. ان هذا سيكون ضربة لمزاعم الارهابيين اننا رهن الاحتلال وان الاميركيين هم الذين يديرون البلاد". وأضاف ان مزاعم نهب الولاياتالمتحدةالعراق كشف زيفها من خلال موافقة الكونغرس على تقديم 18 بليون دولار من المساعدات لاعادة اعمار البلاد. وصرح بأنه لا يعلم ما اذا كان بول بريمر رئيس الادارة المدنية في العراق الذي استدعي الى واشنطن للتشاور الاثنين متفقاً مع فكرة الحكومة الموقتة. وكانت الولاياتالمتحدة دعت من قبل الى صياغة دستور جديد للعراق واجراء استفتاء عليه قبل اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة ذات سيادة. وفكرة الحكومة الموقتة والاسراع في نقل السلطة الى العراقيين بدأت تلقى ترحيباً فيما تواجه الولاياتالمتحدة الهجمات المتكررة التي تستهدف قواتها. وقال طالباني انه يود ان يشهد تشكيل حكومة عراقية "غداً" او فور استكمال المناقشات بين اعضاء مجلس الحكم والادارة التي تقودها الولاياتالمتحدة. وكان من المقرر ان ينعقد المجلس امس لبحث قضية الدستور. ولم يتضح ما اذا كان المجلس سيوافق بالاجماع على تشكيل حكومة موقتة. وصرح طالباني بأن القوى التي تحتل العراق بعد سقوط الرئيس العراقي السابق صدام حسين في نيسان ابريل الماضي تقر الآن بأن وضع الدستور وأجراء استفتاء واجراء انتخابات ستستغرق وقتاً. لكنه اعرب عن ثقته بأن يتمكن مجلس الحكم من وضع جدول زمني لفترة الانتقال السياسي بحلول 15 كانون الاول ديسمبر كما ينص قرار لمجلس الامن. وقال طالباني ان الاحزاب المعادية لصدام بما في ذلك "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي يتزعمه كانت تريد تشكيل حكومة موقتة لتحل محل النظام البعثي على الفور. وعندما شكل بريمر مجلس الحكم الذي كان يريده في البداية أن يكون مجلساً استشارياً نالوا موافقة على مطالب بمنحه سلطة فعلية لكن طالباني ذكر ان أعضاء المجلس يرون انها خطوة الى أمام. وضرب زعيم "الاتحاد الوطني الكردستاني" مثلاً بفرنسا وايطاليا بعد الحرب العالمية الثانية وأفغانستان التي تولت حكومات موقتة السلطة فيها قبل اعداد الدستور. وعندما سئل عما اذا كان مجلس الحكم سيحول الى حكومة موقتة قال ان هذا سيتوقف على اتفاق بين المجلس والادراة التي تقودها الولاياتالمتحدة. ويكافح المجلس لنيل المشروعية لدى سكان العراق منذ ان شكل في تموز يوليو. واغتيلت عضو من بين ثلاث عضوات فيه. وفي وقت سابق ذكر أكبر مرجع للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني ان العراقيين المنتخبين فقط هم الذين بإمكانهم اتخاذ قرار حول الدستور. ووصف طالباني الذي يدرك النفوذ الذي يتمتع به السيستاني لدى شيعة العراق رأيه بأنه "مقبول" واقترح تشكيل جمعية وطنية للموافقة على مسودة الدستور. وزاد: "سينتخب الناس مجلساً، جمعية، تحدد الدستور الدائم. ولكن قبل ذلك لا بد ان يكون لدى الجميع الحق في التعبير عن رأيه في ما يتعلق بالدستور. سيكون هناك نقاش يشمل البلاد". في لندن، اعلن سترو صباح امس ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي انه قد يتم تسليم السلطة الى الشعب العراقي في وقت اقرب مما هو متوقع. واضاف: "نريد تسليم السلطة الى الشعب العراقي، وقد يتم ذلك في وقت اقرب مما هو متوقع". وزاد: "لدينا نحن الاميركيين والبريطانيين بصفتنا قوات محتلة في العراق، مسؤوليات واضحة في مجال الامن في هذا البلد وعلينا تحمل هذه المسؤوليات"، مشيراً الى انه قد يعاد النظر في الاجراءات المقررة لتسليم السلطة الى العراقيين. وذكر الوزير البريطاني انه "كان مقرراً حتى الآن ان تجري عملية نقل السلطات عبر مجلس الحكم الانتقالي العراقي لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا ودولاً اخرى قدمت اقتراحات تضمنت حلولاً اخرى للتوصل الى ذلك". واشار الى النموذج الافغاني، معتبراً انه "ينبغي درس كل النماذج حتى انتهاء المهلة التي حددتها الاممالمتحدة في 15 كانون الاول ديسمبر لتقديم خطط اكثر دقة".