أمتنع عدد كبير من الناخبين في صربيا عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس، ما عزز التوقعات بصعوبة اكتمال النصاب القانوني المطلوب لاعلان الفائز. ولم يصل عدد المقترعين الى 50 في المئة من الناخبين المسجلين في لوائح الاقتراع والبالغ عددهم ستة ملايين ونصف المليون، لتكون الانتخابات شرعية بحسب القانون الصربي، وذلك على رغم الدعاية الواسعة التي قامت بها الحكومة في محاولة لإنجاح مرشحها دراغوليوب ميتشونوفيتش. ويبدو أن دعوة الرئيس اليوغوسلافي السابق فويسلاف كوشتونيتسا الذي يتزعم حزبه "الديموقراطي الصربي" المعارضة في صربيا، الى مقاطعة الانتخابات، حققت أهدافها لدى القوميين المعتدلين في صربيا، على رغم ان الناخبين الصرب في كوسوفو الذين يغلب عليهم التشدد، شاركوا بكثافة تأييداً للمرشح الراديكالي توميسلاف نيكوليتش. وكان كوشتونيتسا، الذي رفض الترشح في هذه الانتخابات، حل في المقدمة في عمليتين انتخابيتين فاشلتين سابقتين بسبب عدم اكتمال النصاب، وسيكون المنتصر الأكبر في حال فشل العملية الاخيرة، لأن الانتخابات ستؤجل الى الأشهر الأولى من العام المقبل، أي بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة في 28 كانون الأول ديسمبر المقبل. وتشير استطلاعات الرأي الى أن حزب كوشتونيتسا سيحتل الصدارة في الانتخابات البرلمانية. ويذكر ان الفشل في انتخاب رئيس لصربيا في عمليتين انتخابيتين خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، تطلب اسناد الرئاسة بصورة موقتة الى رئيسة البرلمان ناتاشا ميشيتس المؤيدة للحكومة، ما أدى الى تفاقم المصاعب السياسية والاقتصادية في صربيا، نتيجة بقاء الجمهورية من دون رئيس منتخب.