يتوجه الناخبون في صربيا الى صناديق الاقتراع اليوم، للمرة الثالثة خلال أربعة أشهر، لاختيار رئيس جديد للجمهورية، فيما تتوقع استطلاعات الرأي ان يواصل الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا التقدم الكبير الذي أحرزه في جولتي الانتخابات السابقتين اللتين اعتبرتا لاغيتين بسبب عدم مشاركة أكثر من نصف عدد الناخبين في الدورة الثانية. ويتنافس في هذه الانتخابات ثلاثة مرشحين أبرزهم: كوشتونيتسا قومي معتدل الذي يتزعم "الحزب الديموقراطي الصربي"، وتتوقع الاستطلاعات ان يحصل على 62 في المئة من الأصوات. كما يتنافس فيها فويسلاف شيشيلي قومي متطرف الذي يتزعم "الحزب الراديكالي الصربي" ويتوقع ان يحصل على 34 في المئة، اضافة الى بوريسلاف بيليفيتش قومي متشدد يترأس "حزب الوحدة الصربية" الذي كان أسسه زعيم الميليشيات الصربية جيليكو راجناتوفيتش اركان، ويتوقع ان يحصل بيليفيتش على 4 في المئة. وتقاطع غالبية الأحزاب المشاركة في الحكومة الصربية برئاسة زعيم "الحزب الديموقراطي" زوران جينجيتش هذه الانتخابات، ما أثار المخاوف من عدم اكتمال النصاب هذه المرة أيضاً، خصوصاً وان الانتخابات الصربية صارت تتسم في السنوات الأخيرة بقلة الاقبال عليها نتيجة الاستياء الشعبي من تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية، وتحميل السياسيين المسؤولية. وكان البرلمان الصربي الذي تسيطر عليه الحكومة، اتخذ قراراً بإلغاء شرط مشاركة أكثر من نصف عدد الناخبين في الجولة الثانية، لكنه أبقاه في الدورة الأولى، ما جعل كوشتونيتسا يعتبر هذا القرار مناورة من جينجيتش للتحايل على الضغوط الدولية التي طالبته بإلغاء الشرط، من خلال عدم تقديم مرشح له ومقاطعة التصويت. واعتبر كوشتونيتسا ان هدف جينجيتش هو افشال الانتخابات، ما سيوفر فرصة لرئيسة البرلمان ناتاشا ميتشيتش من حزب جينجيتش تولي الرئاسة لفترة غير محددة. وتتزامن هذه الانتخابات مع توصل جمهوريتي صربيا والجبل الأسود الى اتفاق دستوري لاستمرار الاتحاد بينهما في الشؤون الخارجية والدفاعية وبعض النواحي الاقتصادية. ويتطلب الاتفاق، الذي تم إثر ضغوط أوروبية مكثفة، مصادقة برلماني الجمهوريتين عليه، وبموجبه سيتم تغيير اسم "الاتحاد اليوغوسلافي" الى "اتحاد صربيا والجبل الأسود".