أظهرت النتائج الأولية غير الرسمية لانتخابات الرئاسة الصربية، ان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا حقق تقدماً واضحاً على منافسه نائب رئيس الحكومة الاتحادية ميروليوب لابوس، في الجولة الانتخابية الثانية الحاسمة امس. لكن المعلومات التي راجت بعد إقفال صناديق الاقتراع اكدت ان المشاركة كانت ضعيفة، ما اثار التوقعات بعدم خروج اكثر من نصف الناخبين للتصويت، ما يجعل الانتخابات اذا تحقق ذلك، غير مستوفية الشروط القانونية ويقتضي إلغاء كل ما حصل في الجولتين الانتخابيتين، والعمل لإعداد انتخابات جديدة كاملة، وهو ما قد يضيع حظوظ كوشتونيتسا بالفوز الذي اوحى به غالبية الذين أدلوا بأصواتهم. وزارت "الحياة" عدداً من المراكز الانتخابية في بلغراد، والتقت 32 نائباً بعد الإدلاء بأصواتهم، ابلغها 19 منهم انهم منحوا اصواتهم لكوشتونيتسا "لأنه صربي اصيل يريد تحقيق اساساً جديداً لصربيا يقوم على مآثر الماضي"، فيما ذكر 13 منهم انهم اعطوا اصواتهم للابوس "لأنه القادر على فتح ابواب صربيا لمساعدات الدول الغربية التي لا بد منها لإصلاح الاقتصاد المتدهور". وبدت اجواء الانتخابات هادئة في شكل عام ولم يعلن عن حصول اي مشكلات معوقة، وفتحت جميع المراكز الانتخابية للتصويت وعددها 8615 في انحاء صربيا، من بينها حوالى 260 مركزاً في مناطق تجمعات الصرب في اقليم كوسوفو الذي يعتبر رسمياً ودولياً، جزءاً من أراضي صربيا ويوغوسلافيا. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في اللوائح الانتخابية ستة ملايين و553 ألفاً و42 شخصاً، ينبغي بموجب قانون الانتخابات في صربيا ان يشارك نصفهم زائد واحداً على الأقل في التصويت لكي يكتمل النصاب وتصبح العملية الانتخابية مستوفية الشروط. لكن الاقبال على التصويت الذي حصل في بلغراد في الساعات الثلاث الاخيرة قد ينقذ هذه الانتخابات نظراً الى ثقل الناخبين في العاصبمة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "الحياة" من مصادر قريبة من كوشتونيتسا ولابوس، انه يوجد سببان للإقبال الضعيف على صناديق الاقتراع، الأول دعوة رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" فويسلاف شيشيلي الذي جاء ثالثاً في الجولة الأولى انصاره للمقاطعة على امل إعداد انتخابات جديدة يأمل بأن تتحسن حظوظه اكثر ويفوز فيها. والسبب الثاني يعود الى الأحوال الجوية السيئة جداً في صربيا طوال يوم الانتخابات، ما ادى الى عدم مشاركة الكثر من الناخبين خصوصاً في القرى والأرياف، اضافة الى كبار السن في المدن. واعتبر المراقبون انه في حال نجاح هذه الانتخابات، فستكون لها تأثيرات سياسية كبيرة بالنسبة الى الأوضاع غير المستقرة في صربيا اضافة الى مستقبل الاتحاد اليوغوسلافي بين صربيا والجبل الأسود، كما انها ستظهر تطورات موازين القوى للصراع الشديد منذ إطاحة ميلوشيفيتش، بين القوميين الصرب الذين يعبر عن اتجاهاتهم كوشتونيتسا والموالين للغرب الذين يمثلهم لابوس. وسيتولى الفائز في هذه الانتخابات الرئاسة فترة خمس سنوات، تبدأ مطلع العام المقبل، حين تنتهي رسمياً ولاية الرئيس الحالي ميلان ميلوتينوفيتش الذي يرجح ان يسلم نفسه الى محكمة لاهاي التي اتهمته "بالضلوع في جرائم حرب".